responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عبقرية الشريف الرضي المؤلف : زكي مبارك، محمد    الجزء : 1  صفحة : 203

و أنا أضن بها على تلاميذي، لأني أحب لتلاميذي أن يرجعوا بأنفسهم إلى ديوان الشريف و أن يرفعوا ما أقام أستاذهم من قواعد البناء.

أحب لتلاميذي أن يحفظوا جميع ما قال الشريف في العلا و المعالي فتلك بوارق من الروحانية تحيي ميت العزائم، و تقيم ما صدّعته أجيال البؤس من النخوة العربية.

أحب أن يرجع تلاميذي فيفتشوا على ما أغفلت من القصائد، أحب لهم أن يطيلوا صحبة هذا الروح المتوقد الذي أقام الشرائع لعزائم الفتيان.

و أنتهز هذه الفرصة، أيها السادة، فأعتب على القدماء من مؤرخي الأدب العربي، فقد رأيت أن هذا الشاعر لم يفتنهم إلا بقصائد الحجازيات و لو أن اللّه كان هداهم فالتفتوا إلى أشعاره في المعالي كما التفت أبو تمام إلى أشعار العرب في المعالي لأخرجوا من ديوان الشريف مجموعة نفيسة تنفع أجزل النفع في توجيه الشبان إلى التخلق بأخلاق الأبطال.

اسمحوا لي أيها السادة أن أبتكر عبارة جديدة هي عبارة «معالي الشريف» فهي عندي أفحل و أصدق من «حجازيات الشريف» و هي أعظم من «زهديات أبي العتاهية» و «تشبيهات ابن المعتز» و «مدائح البحتري» و «خمريات أبي نواس» .

إن «معالي الشريف» قصائد مقدودة من الفتوّة، و منحوتة من العزيمة و النظر فيها يعود على الروح بأقباس الفحولة و البطولة، و يدخل على الدم جبروت النار و الحديد.

اسم الکتاب : عبقرية الشريف الرضي المؤلف : زكي مبارك، محمد    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست