responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عبقرية الشريف الرضي المؤلف : زكي مبارك، محمد    الجزء : 1  صفحة : 131

عاش الشريف في عهود ثلاثة من الخلفاء، هم المطيع و الطائع و القادر، و ما يمكن أن نلتفت لأيامه في عهد المطيع: لأنه كان طفلا لا يحسب له حساب ننتقل إلى عهد الطائع الذي استمر من سنة 363 إلى سنة 381 و هو عهد كانت فيه الخلافة قوة و همية: لأنّ الديلم كانوا هم المسيطرين على العراق، و كان الخليفة صورة يجيزون بها الاحكام إذ كانت الجماهير في أعماق قلوبها تحترم الخلفاء، و كان البويهيون لا يرون بأسا من استبقاء تلك الصورة تجنبا لعواطف الاهواء.

و التاريخ يشهد بأن الخلفاء في القرن الرابع كانوا قد اطمأنوا إلى الحرمان من السلطة التنفيذية، حتى إمارة الحج لم يكن الخليفة يصدر بها مرسوما إلا نص فيه على اسم الملك الذي يحكم و يسود، فقد كتب الصابي على لسان الخليفة المطيع مرسوما بامارة الحج جاءت فيه هذه الكلمات:

«و لما قلّدك أمير المؤمنين النقابة على الطالبيين فبان له فيها محمود سيرتك و ظهر من أفعالك ما يدل على سلامة سريرتك، رأى أمير المؤمنين أن حق العادة التي عوّده اللّه فيها الصلاح، و أجرى له فيها طائر النجاح، أن يزيدك فضلا و إحسانا، و لا يألوك إنعاما و امتنانا: فأنهى معز الدولة أبو الحسين أحسن اللّه حياطته أمر رفاق الحجيج الشاخصة من العراقين، و إيثار تقليد تسييرها إلى الحرمين، و الاعتماد عليك في حمايتها، و توليك الحرب و الاحداث فيها فوافق رأي معز الدولة أبي الحسين تولى اللّه كفايته الصواب، و وقع عند أمير المؤمنين موقع القبول و الإيجاب» فالخليفة في هذا المرسوم الديني ينص على اسم الامير البويهي، لأنه لم يكن يملك غير ذلك.

اسم الکتاب : عبقرية الشريف الرضي المؤلف : زكي مبارك، محمد    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست