responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الكميت بن زيد الاسدي المؤلف : داود سلوم    الجزء : 1  صفحة : 47

وقفوا هكذا للذكرى أو للبكاء دون اعتبار و تمييز، فهو أبدا يذكر الفرق بين ماضيه و حاضره، و بين شبابه و شيخوخته، و هو مجبر بحكم تقاليده أن يراعي ما يلاقيه كبير السن إذا تصابى، و يربط بين القديم و الحديث:

أ لم تلمم على الطلل المحيل # بفيد و ما بكاؤك بالطلول

أ أشيب كالوليد: رسم دار # تسائل ما أصم عن السئول؟!

و قال:

و لئن يستخير رسوم الديار # لعولته ذو الصبا المعول‌

و قال:

أ أبكاك بالعرف المنزل # و ما أنت و الطلل المحول

و ما أنت ويك و رسم الديار # و سنك قد قاربت تكمل‌

و هو في وقفة من وقفاته يعود الى الماضي و يتخيل تحمل الاظعان و يتمنى:

وقفت على أطلالها و تكاثرت # عليّ همومي فهي تشبه عذالي

ديار اللواتي عنا سرن فيها عشية # و غادرن قلبي بين حزن و بلبال

و ما ارتحلت عنا الركائب وحدها # و لكن روحي للركائب تال

و لو انصفت داست بأخفافها التي # تدوس بها الاحجار لحمي و أوصالي

و كنت أجر الذيل ما بين أهلها # خليع عذار ناعم العيش و البال‌

و هو إذا أكثر من وصف الطلول و الوقوف عليها و التثريب و اللوم لنفسه، و التمني لموته، و أن تكون النوق قد داسته و قضى في وقته ذاك فقد وصف الشاعر المرأة و أثرها في نفسه فأجاد و احسن. و من نماذج شعره الجيدة قوله:

يمشين مشي قطا البطاح تأودا # قب البطون رواجح الاكفال

يومين بالحدق القلوب فما ترى # الا صريع هوى بغير نبال

من كل آنسة الحديث حيية # ليست بفاحشة و لا متفال‌

اسم الکتاب : شعر الكميت بن زيد الاسدي المؤلف : داود سلوم    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست