روى الكشّي، عن محمَّد بن الحسن و عثمان بن حامد، قالا: حدَّثنا محمَّد بن يزداد عن محمَّد بن الحسين، عن موسى بن يسار، عن عبد اللّه بن الزبير، عن عبد اللّه بن شريك، قال: (دخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) يوم النَّحر، و هو متّكئ، و قد أرسل إلى الحلّاق، فقعدت بين يديه، إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبّلها فمنعها، ثمَّ قال: من أنت؟ قال: أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي، و كان متباعداً من أبي جعفر (عليه السلام) فمدَّ يده حتّى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده، ثمَّ قال: أصلحك اللّه إنَّ الناس قد أكثروا في أبي فقالوا، و القول و اللّه قولك، قال: و أيّ شيء يقولون؟ قال: يقولون: كذّاب و لم تأمرني بشيء إلا قبلته، فقال: سبحان اللّه، أخبرني أبي و اللّه أنَّ مهر أُمّي كان ممّا بعث به المختار، أو لم يبنِ دُورنا، و قتل قاتلنا، و طلب بدمائنا؟ ف(رحمه اللّه)، و أخبرني أبي أنَّه كان ائتمنه ليتمّ عند فاطمة بنت عليّ يمهّدها الفراش، و يثني لها الوسائد و منها أصاب الحديث، رحم اللّه أباك، رحم اللّه أباك، ما ترك لنا حقّا عند اللّه إلا طلبه، قتل قتلتنا و طلب بدمائنا) [1]، و الأخبار في هذا المعنى كثيرة، و يعارضها ما دلَّ على قدحه، لكنَّ الرجحان مع أخبار المدح، لضعف ما دلَّ على القدح سنداً و دلالة، لاحتمال التقيَّة.