في الديلم إلا نفعه اللّه بحبّنا، و إنَّ حبَّنا ليساقط الذنوب من بني آدم، كما يساقط الريح الورق من الشجر) [1]، و الكلام المنسوب إليه و إن اشتمل على إساءة الأدب، إلا أنَّه صدر من الحبّ للإمام و البغض لعدوّه، و في الحبّ يغتفر ما لا يغتفر في غيره، فالرواية على المدح حينئذ أدلّ منها على الذمّ.
178 سفيان بن صالح،
روى عنه ابن أبي عمير.
179 سكين (بضمّ السين و النون أخيراً) النخعيّ،
روى الكشّي عن محمَّد بن مسعود قال: كتب إليّ الفضل بن شاذان يذكر عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: (حججت و سكين النخعي، فتعبّد و ترك النساء و الطيب و الثياب و الطعام الطيّب، و كان لا يرفع رأسه داخل المسجد إلى السماء، فلمّا قدم المدينة دنا من أبي إسحاق (عليه السلام)، فصلّى إلى جانبه، فقال: جعلت فداك، إنّي أُريد أن أسألك عن مسائل، قال: اذهب فاكتبها و أرسل بها إليّ، فكتب: جعلت فداك، رجل دخله الخوف من اللّه عزَّ و جلَّ حتّى ترك النساء و الطعام الطيّب، و لا يقدر أن يرفع رأسه إلى السماء، و أمّا الثياب فشكَّ فيها، فكتب: أمّا قولك في ترك النساء فقد علمت ما كان لرسول النبي (صلى الله عليه و آله) من النساء، و أمّا قولك في ترك الطعام الطيّب، فقد كان رسول النبي (صلى الله عليه و آله)، يأكل اللحم و العسل، و أمّا قولك إنَّه دخله الخوف حتّى لا يستطيع أن يرفع رأسه إلى السماء فليكثر من تلاوة هذه الآيات: الصابرين و الصادقين و القانتين و المنفقين و المستغفرين بالأسحار، انتهى) [2]، و لا يخفى ما في دلالة هذه الرواية من المدح، إلا أنَّها مرسلة، ضرورة أنَّ العيّاشي الَّذي كان عصره زمن الغيبة لا يكتب إليه الفضل بن شاذان المعاصر للرضا أو