و رابعها؛ أنَّ الشيخ أيضاً قال في أصحاب الكاظم (عليه السلام) يحيى بن القاسم الحذّاء، واقفيّ، و في أصحاب الصادق (عليه السلام) قال: يحيى بن القاسم أبو محمَّد يعرف بأبي بصير، الأسديّ مولاهم، كوفيّ تابعيّ، مات سنة خمسين و مائة، بعد أبي عبد اللّه (عليه السلام) و ذلك ينافي الوقف، لأنَّ وفاة الكاظم (عليه السلام) في سنة ثلاث و ثمانين و مائة.
و قد يتكلّف بجواز الوقف قبل موسى (عليه السلام) كما يستفاد من الكشّي في ترجمة عليّ بن حسّان الهاشمي، حيث قال: (هو واقفيٌّ لم يدرك أبا الحسن موسى (عليه السلام)) [1] و فيه: أنَّ تحقّق الوقف قبل موسى (عليه السلام) بعيد غايته، مع ما ذكر من سبب الوقف و بدئه، و ما ذكره الكشّي في ترجمة عليّ بن حسّان يحتمل عدم إدراكه أبا الحسن (عليه السلام) كونه بعده لا قبله، أو عدم إدراكه إيّاه مشافهة، أو غير ذلك، و قد يعتذر أيضاً بإطلاق الواقفيّ على من وقف على غير الكاظم (عليه السلام)، و أنت خبير بأنَّه خلاف المصطلح، سيَّما عند الإطلاق بلا قرينة، و المصطلح في الواقفة على الصادق (عليه السلام) الناووسيَّة، و يؤيّد ما ذكر أنَّ النجاشي مع كمال ضبطه و نقله للرجال لم ينسب الأسديّ إلى الوقف، بل قال: إنَّه ثقة وجيه، هذا.
ثمَّ إنَّ ما ذكر من الأدلَّة يدلُّ على أنَّ أبا بصير يحيى لا يكون واحداً، و أمّا على كونه اثنين فلا، بل ربما يدلّ على كونه أكثر، كما لا يخفى بعد التأمّل، و ما يستفاد لنا بعد هذا الكلام الطويل أنَّ أبا بصير المكفوف ثقة، و الحذّاء إمّا ضعيف أو مجهول، أمّا الثاني فلقول عليّ بن الحسن بن فضّال: إنَّه مخلَّط، و مع الإغماض عنه لكون عليّ بن الحسن فطحيّاً فمجهول، و أمّا