السنديّ، مكان السريّ، و لذا توهَّم بعضهم الاتّحاد بينهما، و حكم بتوثيق السندي لأجل ذلك، و إن لم يصرّح أحد من علماء الرجال بتوثيقه، و فيه نظر، لأنَّ نصراً ضعيف اتّفاقاً لا اعتبار بقوله، فلا يكون حجّة، و القول بأنَّ الاتّحاد يفهم من كلام نصر و التوثيق من النجاشي، فيه أنَّ الاتّحاد المستفاد منه أيضاً كالتوثيق لا عبرة به، و روى الكشّي عن محمَّد بن عيسى، عن القاسم الصيقل، مرفوعاً عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: (كنّا جلوساً عنده فتذاكرنا رجلًا من أصحابنا، فقال بعضنا: ذاك ضعيف، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام): إن كان لا يقبل ممَّن دونكم حتّى يكون مثلكم، لم يقبل منكم حتّى تكونوا مثلنا) قال محمَّد بن عيسى: قال الحسن بن عليّ بن يقطين: أظنّ الرجل عليّ بن السريّ الكرخيّ [1].
و لا يخفى أنَّ الرواية لا تدلّ على طعن عليه، لضعف السند و الإرسال، و كون عليّ مراداً إنَّما هو من مجرَّد ظنّ العبيديّ، و هو لا يقاوم توثيق النجاشي و ابن عقدة. قال الشهيد الثاني [2](رحمه اللّه): (و ربما دلَّت الرواية على مدحه لأعلى ذمّه) و فيه منع، لأنَّ فيها تقرير الإمام (عليه السلام) لضعف الرجل. ثمَّ إنَّ عليّ بن السريّ ثلاثة؛ الكوفي، و العبديّ الكوفيّ، و الكرخي. قالوا: الظاهر اتّحاد الكلّ، لأنَّ الكلّ من أصحاب الصادق (عليه السلام).
أقول: لا يبعد اتّحاد العبديّ و الكوفيّ، و أمّا الكرخيّ فهو بغدادي، إذ الكرخ محلَّة من محلّات بغداد، و هما كوفيّان و كون الكلّ من أصحاب الصادق (عليه السلام) لا يقتضي الاتّحاد.