responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 379

[الحديث الرابع عشر]

14- أبو عليّ الأشعري، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب


الشيطان أن يتمثل به حتى لو كانت مضادة لحاله في الحياة لئلا يندرج الكذب على لسانه في نومه كما منعه من ذلك في اليقظة او لو امكن من ذلك لوقع اللبس بين الحق و الباطل و لم يوثق بما جاء من أمر النوبة فحمى اللّه نبيه و رؤياه و رؤيا غيره له من كيد الشيطان، و تمثيله ليصح رؤياه في الوجهين و يكون طريقا الى علم صحيح، و قال القرطبي: الصحيح ما ذهب إليه الباقلانى من أن قوله (ع) فقد رآنى كناية عن كون الرؤيا حقا ليست بأضغاث أحلام و ان رأى على غير الصفة التى كانت عليها في الحياة و ان تلك الصفات من فعل اللّه تعالى لا من تخييل الشيطان و تمثيله لشهادته بعصمته في المنام ان يتمثل الشيطان به كما عصمه منه في اليقظة. و قال الابى: ان اللّه تعالى على ما علم من الحديث عصم مثاله ان يتمثل به الشيطان فى النوم كما عصم ذاته الكريمة منه في اليقظة و ذكر القرافى من الكلام ما يشكل على هذا الاصل قال: قال العلماء انما تصح رؤيته لاحد رجلين لصحابى رآه فانطبع مثاله في نفسه فاذا رآه علم أنه مثاله المعصوم من الشيطان و الثانى رجل تكرر عليه سماع صفاته [1] المنقولة في الكتب حتى انطبع في نفسه المثال المعصوم فاذا رآه جزم بأنه رأى مثاله المعصوم من الشيطان كما يجزم الصحابى بذلك، و أما غير هذين فلا يجزم انه رأى مثاله بل يجوز ان يكون راى مثاله و يحتمل ان يكون من تخييل الشيطان و لا يفيده قول المثال انا رسول اللّه و لا قول من حضر معه هذا رسول اللّه (ص) لان الشيطان يكذب لنفسه و يكذب لغيره و موضع الاشكال قصره الرؤيا على الرجلين [2] و تجويزه في رؤية غير الرجلين ان يكون ما رآه من تخيل الشيطان مع شهادته (ع) ان الشيطان لا يتمثل به. فان قلت اذا لم تقصر رؤياه على الرجلين فبم يعلم غيره انه رأى مثاله؟ قلت يجوز ان يكون باعتقاد خلقه اللّه تعالى للرائى ان الّذي رآه هو مثاله و قد تقرر ان محل الادراك من النائم لا يأتى عليه النوم، ثم قال القرافى: و اذا تقرر انه لا بد من تحقيق رؤية مثاله المخصوصة فيشكل ذلك بما تقرر في كتب التعبير انه يرى شيخا و شابا و اسود و ذاهب العينيين و القدمين و على انواع شتى من المثل التى ليست


[1] قوله «رجل تكرر عليه سماع صفاته» يعرف كل عاقل أنه لا يمكن تشخيص الصورة بذكر أوصافها كلما دق و كثر و لا يمكن بغير الرؤية. (ش)

[2] قوله «و موضع الاشكال قصره الرؤيا على الرجلين» من التزم أن المراد رؤياه بعينه (ص) لا محيص له عن الالتزام بهذا الاشكال و من أراد التخلص منه لا بد له من اختيار قول الباقلانى و القرطبى و غيرهما و ان المراد من رؤيته (ص) رؤياه في مثال مطابق لصفته في الواقع أو غير مطابق أو مشكوك لمطابقة مع العلم الضرورى بأنه هو بروحه بالهام رب العالمين. (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست