على ما نعلم من الثواب و هم يصبرون على ما لا يعلمون.
[الحديث الثاني]
2 بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن عبد اللّه بن القاسم، عن المفضّل بن عمر قال: وجّه أبو جعفر المنصور إلى الحسن ابن زيد و هو واليه على الحرمين أن أحرق على جعفر بن محمّد داره، فألقى النّار في دار أبي عبد اللّه (عليه السلام) فأخذت النّار في الباب و الدّهليز، فخرج أبو عبد اللّه (عليه السلام) يتخطّى النّار و يمشي فيها و يقول: أنا ابن أعراق الثرى، أنا ابن إبراهيم خليل اللّه (عليه السلام).
[الحديث الثالث]
3 الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن البرقي، عن أبيه، عمّن ذكره، عن رفيد مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة قال: سخط عليّ ابن هبيرة و حلف عليّ ليقتلني فهربت منه و عذت بأبي عبد اللّه (عليه السلام) فأعلمته خبري، فقال لي: انصرف و اقرئه منّي السّلام و قل له: إنّي قد آجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء، فقلت
على المصائب و الرزايا و التحمل للنوائب و البلايا مع عدم العلم بما يترتب عليها من الاجر و الثواب ليس مثل الصبر عليها مع العلم به بل الاول أشق على النفس ألا يرى أن المريض و المعاقب اذا علما زوال المرض و العقوبة كان صبرهما أسهل بالنسبة الى من لم يعلم زوالهما و لا يلزم من ذلك أن يكون ثواب الاول أجزل من ثواب الثانى، لان ثواب المزاول للعمل أكثر من ثواب غير المزاول له مع أن العمل على غير المزاول اشق و هذا أمر وجدانى ضرورى.
قوله: الحسن بن زيد)
(1) هو الحسن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب (ع) ثم تغير عليه المنصور و خاف منه فحبسه ثم أخرجه المهدى بن المنصور بعد وفات ابيه من الحبس و قربه.
قوله: يقول أنا ابن اعراق الثرى أنا ابن ابراهيم خليل اللّه)
(2) جمع عرق و هو الاصل و الثرى الارض يعنى انا ابن اصول الارض أو اصول أهلها على حذف المضاف، و المراد بالاصول الأنبياء، منهم خاتم الأنبياء و ابراهيم و اسماعيل (صلوات اللّه عليهم). فقد شبه الارض و أهلها بالاشجار و الأنبياء بالاصول فى أن بقاءها و ثباتها بهم كما أن بقاء الاشجار و ثباتها بالاصول. ثم خص ابراهيم (ع) بالذكر لان وقوعه فى النار و عدم تأثيرها فيه مشهور و فى القرآن الكريم مذكور.
قوله: مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة)
(3) فى معجم البلدان يزيد بن عمر بن هبيرة كان والى العراق من قبل مروان بن محمد.
قوله: و اقرئه منى السلام)
(4) فيه جواز تبليغ السلام الى الغائب و الظاهر انه يجب على الغائب أن يرده اذا بلغه.