responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 219

[الحديث الأول]

1 محمّد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد اللّه بن سنان، عمّن سمع أبا جعفر (عليه السلام)


فيها خوفا من اجتماعهم و منعهم لها من التمكن فيها و عداوتها لعلى و فاطمة (عليهما السلام) [1] و قد صرحوا أيضا بعداوتها، قال القرطبى على ما نقل عنه الابى فى كتاب اكمال الاكمال أن


[1] قوله «و عداوتها لعلى و فاطمة (عليهما السلام)» قد يقال: ان هذه العداوة مما هو معهود بين النساء و الضرات و الاحماء، و لا تقدح فى فضائلها و سائر كمالاتها فانها أمر قلبى، ليس للانسان فيه اختيار، و لا يكلف فيه بشيء فكما لا يلام احد على محبة ابنه كذلك لا تلام امرأة على عداوة ضراتها و أحمائها و هو مسلم ان لم يترتب على العداوة الافعال الاختيارية التى يصح أن يكلف الانسان بها كالخروج و القتل و الضرب و الشتم و كانت لرسول اللّه (ص) أزواج لم يظهر منهن شيء من ذلك و أقوى ما يوجب الشبهة فى أمرها الآية الكريمة فى سورة التحريم إِنْ تَتُوبٰا إِلَى اللّٰهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمٰا وَ إِنْ تَظٰاهَرٰا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّٰهَ هُوَ مَوْلٰاهُ- الآية فانها تدل على شيء فى قلبها بالنسبة الى رسول اللّه (ص) و الصغو الميل و الانحراف، و كان لها هوى مع قومها المعادين لرسول اللّه (ص)، و كان اسلام من أسلم من تيم و أحلافهم نوعا من النفاق و التظاهر و رووا عنه (ص) خطابا لها «لو لا قومك حديثوا عهد بالاسلام لهدمت الكعبة و جعلت لها بابين» و روى السهيلى فى شرح السيرة كلاما عنها فى خديجة و تضجرا من ذكر النبي (ص) اياها فأجابها بأن خديجة آمنت بى و قومك كافرون و أعانت المؤمنين بمالها و كان قومك مكافحين معادين أو نحوا من ذلك و لو لا أن هوى عائشة مع قومها لم يرجح خديجة عليها لان خديجة أيضا من قريش و قومها من اعداء رسول اللّه (ص)، و لم يكن من هذه الجهة فرق بينهما لو كان ايمانهما خالصا من شوب الهوى و فى درجة واحدة و ضرب اللّه مثلا لعائشة و حفصة امرأت نوح و امرأت لوط فخانتاهما و أدرج فى خلال القصة قوله يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ جٰاهِدِ الْكُفّٰارَ، وَ الْمُنٰافِقِينَ وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ الخ و لا نريد بذلك رميها بالنفاق و لا قدحا فى ايمانها على عهد رسول اللّه (ص) أو فى براءتها مما قذفت به على ما فى سورة النور، كلا، فان لها حرمة بحرمة رسول اللّه و لكن لم يدع أحد فيها العصمة و روى موادة من حاد اللّه عن غيرها من الصحابة مثل أبى لبابة كان من نقباء الانصار و المؤمنين الاولين منهم الذين بايعوا النبي (ص) فى العقبة و قد روى ابن عبد البر فى الاستيعاب أنه أشار الى يهود بنى قريظة أن لا يقبلوا حكم سعد بن معاذ فانه سيحكم بالذبح، و نزل فى حقه «لٰا تَخُونُوا اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَمٰانٰاتِكُمْ» و ربط نفسه باسطوانة المسجد للتوبة حتى نزل قبول توبته. و كذلك كتاب حاطب بن أبى بلتعة الى مكة يخبرهم بعزم رسول اللّه على الخروج إليهم، و كان لعثمان هوى فى قومه تشفع مرارا فيهم عند رسول اللّه (ص)، و لا يبعد من عائشة و حفصة هوى قومهما مع أن فيهم منافقين و كافرين و لا تضجر النبي (ص) من تواطؤهم على عدم اطاعة أهل بيت النبي (ص) ان تأمروا و على الانتقام من الانصار الذين قتلوا صناديدهم و رؤساءهم و الاخذ بثارهم على عادة العرب قديما و حديثا فان قريشا بعد أن أظهروا الاسلام كرها لم ينسوا قتلاهم فى بدر و احد و غيرهما و لم يخرج ضغن رسول اللّه (ص) و أنصاره أهل المدينة من قلوبهم و تصميمهم على أن لا يقبلوا إمارة أحد بعد رسول اللّه (ص) الا أن يتفرسوا فيه المساهلة و المسامحة معهم فى الجملة كأبي بكر و عمر حتى يجدوا الفرصة، و لم يكن يخفى هذه الامور منه (ص).

و قد روى المفسرون فى تفسير الحديث الّذي أسره (ص) الى بعض أزواجه أنه اخباره بإمارتهما بعده و روى ذلك فى طرقنا أيضا عن الباقر (ع)، و المعقول من ذلك أنه لم يكن على وجه البشارة من اللّه و الرضا منه (ص). بل على وجه الشكاية من المنافقين و لا يخفى على كل ملك و أمير حال اتباعه و نيتهم و مقاصدهم و خلوصهم فى الخدمة أو عداوتهم باطنا و كيف برسول اللّه (ص) و كان يأتيه الوحى و ينظر بنور اللّه و قال تعالى: «وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» و لا يخفى أن تظاهرهما عليه (ص) كان فى هذه الامور الهامة المتعلقة بمصالح المسلمين دينا و دنيا حتى يناسب قوله تعالى: فَإِنَّ اللّٰهَ هُوَ مَوْلٰاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صٰالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلٰائِكَةُ بَعْدَ ذٰلِكَ ظَهِيرٌ و أمر العداوة مع الضرات و الاحماء لا يجاوز صرف قلوب الازواج عن المحبة أو كسر قصعة و انكار رائحة لا يليق ذكر ولاية جبرئيل الملائكة و صالح المؤمنين فى هذه الامور التافهة. (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست