وهو ما شاع عند أهل الحديث خاصّة ، دون غيرهم ؛ بأن نقله منهم رواة كثيرون[2] ؛ ولا يعلم هذا القسم إلاّ أهل الصّناعة . أو عندهم وعند غيرهم ، كحديث: (إنَّما الأعمال بالنيَّات) ، وأمره واضح ، وهو بهذا المعنى أعمُّ من الصّحيح . أو عند غيرهم خاصّة ، ولا أصل له عندهم ، وهو كثير[3].
قال بعض العلماء: أربعة أحاديث تدور على الألسن وليس لها أصل[4]:
[1] الذي في النسخة الخطِّـيَّة المعتمدة (ورقة 22 ، لوحة أ ، سطر 9): (وثامنها: المشهور) فقط ، بدون: (الحقل الثامن: في المشهور).
قال الأستاذ صبحي السامرّائيّ: (ومَن أراد الوقوف على الأحاديث المشتهرة على الألسنة ، فليراجع: المقاصد الحسنة للسخاوي ـ طُبِع ، والتذكرة في الأحاديث المشتهرة ـ مخطوط ، والبدر المنير للإمام الشعرانيّ ، وكشف الخفاء للعجلوني ـ مطبوع ، وأسنى المطالب للبيروني ـ طبع ) . يُنظر: الخلاصة في أصول الحديث ، ص51 (الهامش) ، ويُنظر: الباعث الحثيث ، ص165 ـ 166 (الهامش).
كحديث: (إقرار العقلاء على أنفسهم جائزٌ) المشهور على ألسنة الفقهاء (كما في الوسائل: 16/ 111) ، بل عدَّه البعض من الحديث النبوي المستفيض أو المتواتر(كما في جواهر الكلام: 35/ 3) ، مع أنَّه لا أصل له في كتب الحديث إطلاقاً ، بل يبدو من (السرائر) أنَّه معقد إجماعهم.
وكذا حديث: (الصلاة لا تترك بحال) ، فإنَّه مع شهرته على ألسنة الفقهاء ، إلاّ أنَّه لا أصل له ، بل هو ذيل لصحيحة زرارة عن أبي جعفر(عليه السلام) ، ... ، (وإلاّ فهي مستحاضة تصنع مثل النُفساء ، ثُمّ تصلِّي ولا تدع الصلاة على حال).
فهذه الجملة الأخيرة حرِّقت وأصحبت هكذا: (الصلاة لا تترك بحال).
[4] وقد رُوي عن الإمام أحمد أنَّه قاَل: (أربعة أحاديثٍ تدور بين الناس في الأسواق لا أصل لها) . ينظر: مقدَّمة ابن الصلاح ، ص389 ـ 390 ، والباعث الحثيث ، ص166.
وقد صرّح السيوطيّ بوضعها ، فقال: (وكلُّها باطلة لا أصل بها) ، ينظر: تدريب الراوي ، ص189.
اسم الکتاب : شرح البداية في علم الدراية المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 108