اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 44
الباب الثاني في تزويج فاطمة (صلوات اللّه عليها)
قال الشيخ المفيد (رحمه اللّه) في كتاب الحدائق ليلة إحدى و عشرين من المحرّم و كانت ليلة خميس سنة ثلاث من الهجرة: كان زفاف فاطمة (عليها السّلام) يستحبّ صومه شكرا للّه تعالى لما وفّق من جمع حجّته و صفوته [1].
و في كتاب الأمالي عن عليّ (عليه السّلام) قال: أتاني أبو بكر و عمر فقالوا: لو أتيت رسول اللّه فذكرت فاطمة، فأتيته، فلمّا رآني ضحك قال: ما جاء بك يا أبا الحسن؟ فذكرت له قرابتي و نصرتي و جهادي فقال: يا عليّ صدقت، فقلت: زوّجني فاطمة، فقال: إنّه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها و لكن اجلس حتّى أخرج إليك و دخل عليها فقال: يا فاطمة إنّ عليّ بن أبي طالب ممّن عرفت قرابته و إنّي قد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه و أحبّهم إليه و قد ذكر من أمرك شيئا، فسكتت و لم تول وجهها فقام و هو يقول: سكوتها إقرارها فأتاه جبرئيل و قال: يا رسول اللّه زوّجها عليّ بن أبي طالب، فزوّجني رسول اللّه ثمّ أتاني فأخذ بيدي فأقعدني عندها و دعى لنا [2].
و فيه أيضا عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: لمّا زوّج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) عليّا فاطمة دخل عليها و هي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟ فو اللّه لو كان في أهل بيتي خير منه زوّجتك، و ما أنا زوّجتك و لكنّ اللّه زوّجك و أصدق عنك الخمس ما دامت السماوات و الأرض.
قال عليّ (عليه السّلام): قال لي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): قم فبع الدّرع، فبعته و أخذ الدراهم فقبض قبضة أعطاها بلال و قال: ابتع لفاطمة طيبا ثمّ قبض قبض بكلتا يديه و قال لأبي بكر و أردفه بعمّار و جماعة و قال: ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب و أثاث البيت، و كان ممّا اشتروه قميص
[1]- مسار الشيعة للمفيد: 36، و بحار الأنوار: 95/ 345.