اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 284
الفصل الخامس في أحوال المختار و جملة من أحوال الحسين (عليه السّلام)
في كتاب الأمالي عن المنهال قال: دخلت على عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) بعد منصرفي من مكّة، فقال لي: يا منهال ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟ فقلت: تركته حيّا بالكوفة، فرفع يديه و قال: اللّهم أذقه حرّ الحديد، اللّهم أذقه حرّ النار.
قال المنهال: فقدمت الكوفة و قد ظهر المختار و كان لي صديقا، فركبت إليه فلقيته خارجا من داره فأعلمته أنّي كنت بمكّة و سايرته حتّى جاء الكناسة فوقف كأنّه ينتظر شيئا، و قد كان أخبر بمكان حرملة فوجّه في طلبه فلم يلبث أن جاء قوم يركضون و قالوا: أيّها الأمير البشارة قد أخذ حرملة، فجاؤوا به فقال: الحمد للّه الذي مكّنني منك، ثمّ قال: الجزّار الجزّار، فاحضر فقال: اقطع يديه فقطعتا، ثمّ قال: اقطع رجليه، فقطعتا، ثمّ قال: النار النار، فاتي بنار و قصب فألقي عليه فاشتعل فيه النار فقلت: سبحان اللّه، فقال لي المختار: ففيم سبّحت؟ فقلت: أيّها الأمير دخلت في سفرتي هذه على عليّ بن الحسين فسألني عن حرملة فقلت: تركته حيّا، فقال: اللّهم أذقه حرّ الحديد، اللّهم أذقه حرّ النار، فنزل المختار عن دابّته و صلّى ركعتين و أطال السجود، فركب و قد احترق حرملة و ركبنا حتّى حاذى داري فقلت: أيّها الأمير إن رأيت أن تشرّفني و تحوم بطعامي، فقال: يا منهال تعلمني أنّ عليّ بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه اللّه على يدي ثمّ تأمرني أن آكل، هذا يوم صوم شكرا للّه عزّ و جلّ على ما فعلته بتوفيقه، و حرملة هو الذي حمل رأس الحسين (عليه السّلام) [1].
و في ذلك الكتاب أيضا: أنّ المختار ظهر بالكوفة ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة ستّ و ستّين فبايعه الناس على كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و الطلب بدم الحسين (عليه السّلام) و دماء أهل بيته رحمة اللّه عليهم و الذبّ عن الضعفاء و نهض إلى عبد اللّه بن