اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 262
فلمّا أتى أبوها البستان ورآها صحيحة تعجّب من أمرها فأتت به إلى الطير على الشجرة و حكت له قصّة تقاطر الدم، فقال اليهودي للطير: أقسمت عليك بالذي خلقك أن تكلّمني بقدرة اللّه تعالى، فتكلّم الطير و حكى له قضية الحسين (عليه السّلام) و قتله بكربلاء و أنّ ذلك الدم من دمه، فأسلم اليهودي مع ابنته و خمسمائة من قومه [1].
قال: و حكي عن رجل أسدي قال: كنت زارعا على نهر العلقمي بعد ارتحال عسكر بني أميّة، فرأيت الرياح إذا هبّت تهبّ على مثل روائح المسك و العنبر و إذا سكنت أرى نجوما تهوى من السماء إلى الأرض و نجوما مثلها تصعد إلى السماء و أرى أسدا يأتي من القبلة، فإذا أصبح ذهب فقلت: هذه الليلة أرقب هذا الأسد لأرى ما يصنع بهذه الأبدان.
فلمّا غربت الشمس أقبل الأسد يهمهم فخفت منه، فرأيته يتخطّى القتلى حتّى وقف على جسد كأنّه الشمس فمرّغ وجهه عليه و هو يهمهم و يدمدم فجعلت أحرسه حتّى جنّ الظلام، و إذا بشموع معلّقة و إذا ببكاء و نوح فقصدت الأصوات فإذا هي تحت الأرض و سمعت صوتا يقول: وا حسيناه وا إماماه، فاقشعر جلدي فأقسمت على الباكي من أنتم؟
فقالوا: نساء من الجنّ ننوح على الحسين الذبيح العطشان، قلت: هذا الحسين الذي يجلس عنده الأسد؟
قالوا: نعم، و هذا الأسد أبوه عليّ بن أبي طالب، فرجعت و دموعي تجري على خدّي [2].