اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 242
فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي* * * أصيب حسين كان ذلك أعظما
قتيل بشط النهر روحي فداءه* * * جزاء الذي أرداه نار جهنّما
ثمّ إنّ ابن زياد جلس في القصر و أذن إذنا عامّا و جيء برأس الحسين (عليه السّلام) فوضع بين يديه و ادخل نساء الحسين و صبيانه [1].
و روي عن مسلم الجصّاص قال: دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة فبينما أنا أجصّص الأبواب، فإذا بالأصوات ارتفعت من جوانب الكوفة فسألت، فقالوا: الساعة أتوا برأس خارجي خرج على يزيد فقلت: من هذا؟
فقالوا: الحسين بن عليّ، فلطمت وجهي و خرجت فرأيت أربعين جملا تحمل عليها السبايا و الحرم و إذا بعليّ بن الحسين على البعير بغير وطاء و أوداجه تشخب دما و هو مع ذلك يبكي و يقول شعر:
يا امّة السوء لا سقيا لربعكم* * * يا امّة لم تراعى جدّنا فينا
لو أنّنا و رسول اللّه يجمعنا* * * يوم القيامة ما كنتم تقولونا
تسيّرونا على الأقتاب عارية* * * كأنّنا لم نشيد فيكم دينا
تصفقون علينا كفّكم فرحا* * * و أنتم في فجاج الأرض تسبونا
يا وقعة الطفّ قد أورثتني حزنا* * * و اللّه يهتك أستار المسيئينا
قال: و صار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر و الخبز و الجوز، فصاحت بهم امّ كلثوم و قالت: يا أهل الكوفة إنّ الصدقة علينا حرام و صارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال و أفواههم و ترمي به إلى الأرض، قال: و إذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين و هو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول اللّه و لحيته قد نصل عنها الخضاب و وجهه دارة قمر طالع و الريح تلعب بلحيته يمينا و شمالا، فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فضربت رأسها بمقدم المحمل حتّى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها و جعلت تقول، شعر:
يا هلالا لما استتمّ كمالا* * * غاله خسفه فزيد غروبا
ما توهّمت يا شقيق فؤادي* * * كان هذا مقدّرا مكتوبا