اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 168
يؤمر بذبح الكبش مكانه ليوجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده عليه بيده فيستحقّ بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: يا إبراهيم من أحبّ خلقي إليك؟
فقال: يا ربّ ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد، فأوحى اللّه إليه أفهو أحبّ إليك أو نفسك؟
قال: بل هو أحبّ إليّ من نفسي قال: فولده أحبّ إليك أم ولدك؟
قال: بل ولده، قال: فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟
قال: يا ربّ بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم فإنّ طائفة تزعم أنّها من امّة محمّد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما و عدوانا كما يذبح الكبش و يستوجبون بذلك سخطي، فجزع إبراهيم لذلك و توجّه قلبه و أقبل يبكي، فأوحى اللّه عزّ و جلّ: يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين و قتله و أوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ[1][2].
أقول: هذا الحديث يدفع الإشكال الوارد على ظاهر الآية و هو أنّ الفداء يكون أقلّ رتبة و أحطّ درجة من المفدى و لا ريب في أفضلية الحسين (عليه السّلام) على أولي العزم فضلا عن غيرهم، و احتاجوا إلى الجواب بأنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و أهل بيته من ذرّية إسماعيل فلو ذبح (عليه السّلام) لم توجد هذه السلسلة العلية و الكلّ أشرف من الجزء فيكون الحسين (عليه السّلام) قد وقع فداء للجميع، و أمّا على هذا الحديث فالمعنى أنّ الفداء في الآية بمعنى العوض أي عوّضناه عن مصابه بابنه ما هو أعظم من ذلك المصاب و هو مصابه ممّن هو أعزّ عليه من ولده، فليس في الآية إلّا حذف المضاف أو أنّ (الباء) للسببيّة.
و روى الصدوق طاب ثراه عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: إنّ إسماعيل الذي قال اللّه في