responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 125

بالنخيلة، فوافوا هناك، فعسكر عشرة أيّام فلم يحضره إلّا أربعة آلاف فانصرف إلى الكوفة و خطب فقال: يا عجبا من قوم لا حياء لهم و لا دين و كتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية إنّا معك و إن شئت أخذنا الحسن و بعثناه إليك ثمّ أغاروا على فسطاطه و ضربوه بحربة و أخذ مجروحا، ثمّ كتب جوابا لمعاوية: إنّما هذا الأمر لي و الخلافة لي و لأهل بيتي و إنّها لمحرّمة عليك و على أهل بيتك و لو وجدت صابرين عارفين بحقّي ما سلّمت لك و لا أعطيتك ما تريد و انصرف إلى الكوفة [1].

و في كتاب البشائر: إنّه لمّا بلغ معاوية وفاة أمير المؤمنين (عليه السّلام) و بيعة الناس لابنه الحسن دسّ رجلا إلى البصرة و رجلا إلى الكوفة ليكتبا إليه بالأخبار و يفسدا على الحسن اموره فعرف ذلك (عليه السّلام) و أمر بقتلهما، و كتب إلى معاوية فأجابه و جرت بينهما الكتب و الرسائل و سار معاوية نحو العراق ليغلب عليه، فلمّا بلغ جسر مفيح تحرّك الحسن (عليه السّلام) و أمر العمّال بالمسير و استنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه فخرج معه أخلاط من الناس بعضهم شيعة أبيه و بعضهم أهل أطماع و غنائم و بعضهم أصحاب عصبية حتّى نزل ساباط، فلمّا أصبح أراد أن يمتحن أصحابه فأمر بالصلاة جامعة و صعد المنبر و خطب و قال في خطبته: إنّ ما تكرهون في الجماعة خير لكم ممّا تحبّون في الفرقة، ألا و انّي ناظر لكم خير من نظركم لأنفسكم فلا تخالفوا أمري.

فنظر الناس بعضهم إلى بعض و قالوا: يريد أن يصالح معاوية و يسلّم الأمر إليه، فقالوا:

كفر و اللّه الرجل، ثمّ شدّوا على فسطاطه و انتهبوه حتّى أخذوا مصلّاه من تحته و نزعوا مطرفه عن عاتقه فركب فرسه و أحدق به شيعته و سار حتّى بلغ مظلم ساباط فبدر إليه رجل من بني أسد يقال له الجراح بن سنان فقال: أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل ثمّ طعنه في فخذه فوثب إليه جماعة من شيعته فقتلوه.

و حمل الحسن (عليه السّلام) على سرير إلى المدائن يعالج جرحه و كتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالسمع و الطاعة استحثّوه على المسير و ضمنوا له تسليم الحسن (عليه السّلام) عند دنوّهم من عسكره و الفتك به، فبلغ الحسن (عليه السّلام) ذلك و ورد عليه كتاب قيس بن سعد و كان قد أنفذه مع عبيد اللّه بن العبّاس عند مسيره من الكوفة ليلقى معاوية و يردّه عن العراق و جعله‌


[1]- الخرائج و الجرائح: 2/ 574، و بحار الأنوار: 44/ 43 ح 4.

اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست