responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة في حجية الظن المؤلف : الكلباسي، أبو المعالي    الجزء : 1  صفحة : 420

هزار جا دام نهى‌* * * گوئى كشمت اگر در او گام نهى‌

لكن العبارة لا تساعد لذلك قوله و اياك ان تبتل بالماء ينقدح مما يظهر مما مرّ من ان غاية الامر اشتداد عسر الاطاعة و لا يلزم التكليف بما لا يطاق بل الاجور الموعودة على الاطاعة لا بدّ فيها من اشتداد عسر الاطاعة و لا يذهب عليك ان اشتداد عسر الاطاعة و مجموع التكاليف يرشد ارشادا كاملا الى فساد القول بحكم العقل بقبح التكليف بآحاد التكاليف العسرة و كيف كان و قد ذكرنا شطرا من الكلام فى عسر التكاليف و غيره فى آخر الرّسالة المعمولة فى شرح الحال فى زيارة عاشوراء و لكن نقول كما ذكرنا هناك ان كثيرا من افراد الانسان قد بلغوا مبلغا عظيما من التقوى و المجاهدات و رعاية التكاليف و تحمل شدائد الزّهد كما هو المذكور فى احوالهم و المسموع من اوصافهم حتى ان يعسوب الدّين و سيّد الوصيّين مولانا امير المؤمنين (صلوات اللّه تعالى و سلامه عليه) قد جرى على بعضهم و بيان اوصافهم على ما ذكره فى آخر نهج البلاغة قال (ع) كان لى فى من مضى اخ فى اللّه يعظمه فى عينى صغر الدّنيا فى عينه و كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهى ما لا يجد و لا يكثر اذا وجد و كان اكثر دهره صامتا فان قال بذ القائلين و نقع غليل السائلين و كان ضعيفا مستضعفا فان جاء الجدّ فهو ليث عاد و صلّ واد لا يدلى بحجة حتى ياتى قاضيا و كان لا يلوم احدا على ما يجد العذر فى مثله حتى يسمع اعتذاره و كان لا يشكو وجعا الا عند برئه و كان يقول ما يفعل و لا يقول ما لا يفعل و كان ان غلب على الكلام لم يغلب على السّكوت و كان على ما يسمع احرص منه على ما يتكلم و كان اذا بدهه امران نظر اقرب الى الهوى مخالفه قال (ع) فعليكم بهذه الخلائق فالزموها و تنافسوا فيها فان لم يستطيعوها فاعلموا ان اخذ القليل خير من ترك الكثير هذا لو لم يكن المراد من الموصوف احد من الانبياء او الاوصياء (صلوات اللّه تعالى عليهم اجمعين) فليس الامر من قبيل التكليف بما لا يطاق بل لا بدّ من شدة السّعى فى المجاهدة و لا باس بشدّة عسر اداء التكاليف فانها من باب ارباب التّربية على ما حرّرناه فى محلّه و كلما كان صفات كمال المربّى ازيد و اعلى يكون تربيته اوعر و اعسر فكيف لا يكون اداء التكاليف الالهيّة فى غاية المشقة مع عدم تناهى صفات كماله و بلوغ كل من صفات كماله حدّ الكمال مضافا الى ان التكاليف الالهيّة على حسب المصالح و المفاسد الواقعيّة و حال المصالح و المفاسد الواقعيّة فى اقتضاء الامر و النهى غير مربوطه بجعل الشارع و تعسيره و بعد ذلك بتقوى الله سبحانه و التفرّع اليه و هو حسبك و نعم الوكيل و الكفيل و لا يذعن بمواظبة اللّه سبحانه فى القضايا الشخصية من باب مجازات الاعمال من لم يحصل له التجارب فتجارب حتى يزيد فى تقواك و تفرّغك اليه سبحانه و اوصيك ايضا بتصفية الاخلاق و تحلية الطّبيعة عن الرزائل و حسن المعاشرة فانه لو لا ذلك لما يثمر العلم و التقوى الا مهانة و سفاهة فى الدّنيا و خسرانا فى الآخرة و حسن المعاشرة امر دقيق فى غاية الدقّة و لم يدون له علم بل لا يمكن تدوينه فى علم الابتناء الامر على خصوصيّات الموارد و الكافل تصرّف الطّبيعة نعم علم الاخلاق يكفل كثيرا من مراحله بقى انه قد اعجبنى ان اذكر طائفة من الاخبار فقد روى الكلينى نقلا باسناده عن ابى عبد اللّه (ع) اذا رايتم العالم محبا لدنياه فاتّهموه على دينكم يحوط حول ما احبّ و قال اوحى اللّه الى داود (ع) لا تجعل بينى و بينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدّك عن طريق محبتي فان اولئك قطاع طريق عبادى المريدين ان ادنى ما انا صانع بهم ان انزع حلاوة مناجاتى عن قلوبهم و روى الصّدوق نقلا باسناده عن ابى الحسن الرضا (ع) قال لا تنظروا الى شدة صلاتهم و طنطنتهم و لكن انظروا الى صدق الحديث و اداء الامانة و روى الصّدوق ايضا فى الخصال فى مرسل إسماعيل بن مهران و على بن اسباط عن أبي عبد اللّه (ع) قال قال ان فى العلماء من يجب ان يخزن علمه و لا يؤخذ عنه فذاك من الدّرك الاسفل من النّار و من العلماء من اذا وعظ عنف فذاك فى الدرك الثانى من النار و من العلماء من يرى ان يضع العلم عند ذى الثروة و الشرف و لا يرى له فى المساكين وضعا فذاك فى الدّرك الأسفل‌

الثالث من النار و من العلماء من يذهب فى علمه مذهب الجبابرة و السّلاطين فان ردّ عليه شي‌ء من قوله او قصر فى شي‌ء من امره غضب فذاك فى الدّرك الرابع من النار و من العلماء من يطلب احاديث اليهود و النصارى ليعزز به علمه و يكثر به حديثه فذاك فى الدّرك الخامس من النار و من العلماء من يضع نفسه للفتيا و يقول سلونى و لعلّه لا يصيب حرفا واحدا و اللّه لا يحب المتكلفين فذاك فى الدّرك السادس من النار و من العلماء من لا يتخذ علمه مروّة و عقلا فذاك فى الدرك السابع من النار و روى الصدوق فى الخصال ايضا بسنده عن كميل بن زياد النخعىّ عن امير المؤمنين (ع) انه قال يا كميل ان هذه القلوب اوعية فخيرها اوعاها احفظ عنى ما اقول لك الناس ثلاثة عالم ربانى و متعلّم على سبيل النجاة و همج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كلّ ريح لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجئوا الى ركن وثيق يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك و انت تحرس المال و المال تنقصه النفقة و العلم يزكوا على الانفاق يا كميل العلم دين يدان اللّه به يكتسب الانسان الطاعة فى حياته و جميل‌

اسم الکتاب : رسالة في حجية الظن المؤلف : الكلباسي، أبو المعالي    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست