responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درر الفوائد في شرح الفرائد المؤلف : المدني التبريزي، السيد يوسف    الجزء : 2  صفحة : 224

(فان قلت) المراد بالنفر النفر الى الجهاد كما يظهر من صدر الآية و هو قوله تعالى‌ وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً و من المعلوم ان النفر الى الجهاد ليس للتفقه و الانذار نعم ربما يترتبان عليه بناء على ما قيل من ان المراد حصول البصيرة فى الدين من مشاهدة آيات اللّه و ظهور اوليائه على اعدائه و ساير ما يتفق فى حرب المسلمين مع الكفار من آيات عظمة اللّه و حكمته فيخبروا بذلك عند رجوعهم الى الفرقة المختلفة الباقية فى المدينة فالتفقه و الانذار من قبيل الفائدة لا الغاية حتى يجب وجوب ذيها.

(قلت) اولا انه ليس فى صدر الآية دلالة على ان المراد النفر الى الجهاد و ذكر الآية فى آيات الجهاد لا يدل على ذلك و ثانيا لو سلم ان المراد النفر الى الجهاد لكن لا يتعين ان يكون النفر من كل قوم طائفة لاجل مجرد الجهاد بل لو كان لمحض الجهاد لم يتعين ان ينفر من كل قوم طائفة فيمكن ان يكون التفقه غاية لايجاب النفر على طائفة من كل قوم لا لايجاب اصل النفر و ثالثا انه قد فسر الآية بان المراد نهى المؤمنين عن نفى جميعهم الى الجهاد كما يظهر من قوله و ما كان المؤمنون لينفروا كافة و امر بعضهم بان يتخلفوا عند النبى (صلّى اللّه عليه و آله) و لا يخلوه وحده فيتعلموا مسائل حلالهم و حرامهم حتى ينذروا قومهم النافرين اذا رجعوا اليهم و الحاصل ان ظهور الآية فى وجوب التفقه و الانذار مما لا ينكر فلا محيص عن حمل الآية عليه و ان لزم مخالفة الظاهر فى سياق الآية او بعض الفاظها.


[فى الاشكال الوارد على الاستدلال بآية النفر.]

(حاصل الاشكال) ان المراد بالنفر فى الآية النفر الى الجهاد كما يظهر من صدر الآية و هو قوله تعالى‌ وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً و هذا نفى معناه النهى اى ليس للمؤمنين ان ينفروا و يخرجوا الى الجهاد باجمعهم و يتركوا النبى (صلّى اللّه عليه و آله) فريدا وحيدا.

(و من المعلوم) ان النفر الى الجهاد ليس للتفقه و الانذار بل هما يترتبان عليه بناء على ما قيل يعنى انه ليس المراد من التفقه هو الفقه المصطلح عليه عند المتشرعة اعنى تفهم خصوص الاحكام العملية بل المراد حصول البصيرة فى الدين بمشاهدة آيات اللّه و غلبة اوليائه على اعدائه و ساير ما يتفق فى حرب المسلمين مع الكفار من آيات عظمة اللّه و حكمته فيخبروا بذلك عند رجوعهم الى الفرقة المتخلفة الباقية فى المدينة

اسم الکتاب : درر الفوائد في شرح الفرائد المؤلف : المدني التبريزي، السيد يوسف    الجزء : 2  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست