و كانوا كلّهم مصرّين على بقاء السيّد لإلقاء الدروس الخارجية في حوزة خراسان، و كان السيّد يجيب بأنّ هذه المهمّة لا بدّ أن تتعيّن من قبل اللّه تبارك و تعالى، و في النهاية أجمعوا على طلب الخير من الله تعالى (الاستخارة) و خرج مثبتا فصمّم سيّدنا الاستاذ على التوطّن عند الرضا (عليه السلام) و قبول التدريس.
و كان أوّل درسه الشريف في محلّة المهديّة بطلب من المرحوم الحاج العابدزاده، و أجاب سيّدنا الاستاذ (قدّس سرّه) هذه الدعوة بيمن التبرّك من ناحية صاحب الزمان (عجّل اللّه فرجه الشريف)، و كان بحوث الأوامر، من أصول الفقه بداية درست و وفّقت لدرك دراساته إلى آخر الأوامر و النواهي، و له علينا المنّة و التقدير و الشكر.
إلى أنّ وفّقني اللّه للتشرّف بزيارة العتبات العاليات، و بعد إتمام دورة الزيارة و زيارة مولى الموحّدين و إمام المتّقين عليّ بن أبي طالب عليه و على أولاده صلوات المصلّين، حضرت دورة بحوث فقه الحجّ لسيّدنا الاستاذ آية اللّه العظمى الحاج السيّد محمود الحسيني الشاهرودي، و كتبت بحوثه الدقيقة بمقدار و سعي، و دفاترها لدي موجودة، و كان هو (قدّس سرّه) قد شاهد بعضها و قال لي: حفظتها كلّها من دون إسقاط، و كان محلّ بحوثه في المسجد الهندي صباحا.
كما حضرت دراسات اصول سيّدنا الاستاذ العلّامة النقّاد آية اللّه العظمى الحاجّ السيّد أبي القاسم الخوئي في الليل بعد صلاتي المغرب و العشاء في المسجد الخضراء في إحدى الدورتين، و هو- (قدّس اللّه تبارك و تعالى نفسه الزكيّة)- يصعد المنبر لإلقاء الدرس على المجتمع الكبير من الفضلاء و الآيات، كالمرحوم الآغا علي الشاهرودي و الحاجّ السيّد علي السيستاني و الوحيد الخراساني و العلّامة الشهيد الصدر و الشهيد المدني و التبريزي و الكوكبي و غيرهم من العلماء و المشتغلين من العرب و العجم في ذلك المجتمع الكبير.
و له إشراق من حيث البيان و التدريس الدقيق على قلوب الحاضرين كالشمس في الافق المبين، و نسأل اللّه تبارك و تعالى أن يحشره مع سيّد الأنبياء محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و آله المنتجبين).
و بعد إتمام الدورتين بدّلت بحوث اصوله باصول سيّدنا الاستاذ آية اللّه العظمى