و أمّا براعة بديعيّتي [4] فإنّها، ببركة ممدوحها، (صلى اللّه عليه و سلم) ، نور هذه المطالع، و قبلة هذا الكلام الجامع، فإنّني [5] جمعت فيها بين براعة الاستهلال و حسن الابتداء بالشروط المقرّرة [6] لكلّ منهما، و أبرزت تسمية نوعها [7] البديعيّ في أحسن قوالب التورية، و شنّفت بأقراط [8] غزلها الأسماع مع حشمة الألفاظ و عذوبتها و عدم تجافي جنوبها عن مضاجع الرّقّة.
و بديعيّة الصّفيّ [9] رقّة [10] غزلها لا ينكر [11] ، غير أنّه لم يلتزم [12] فيها بتسمية [13] النوع البديعيّ مورّى [14] به من جنس الغزل، و لو التزمه لتجافت [15] عليه تلك الرقّة، فإنّ [16] الشيخ عزّ الدين الموصليّ، رحمه اللّه تعالى [17] ، لمّا التزم ذلك، نحت من الجبال بيوتا، و قد أشرت إلى ذلك في الخطبة بقولي: «و هي البديعية التي هدمت بها ما نحته الموصليّ في بيوته من الجبال، و جاريت الصفيّ [18] مقيّدا بتسمية النوع و هو من ذلك محلول العقال، و سمّيتها «تقديم أبي بكر» علما [19] أنّه لا يسمع
[1] «رحمه اللّه تعالى» سقطت من ب، ط؛ و في و: «رحمه اللّه» .