responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 282

ضمن شرحه عن هذا التتبّع لوجدته مبثوثا فيه منذ البداية حتى النهاية، من ذلك ما نقله من تعقّب ابن حجّة لمطلع ابن جابر، فيعترض على مطلع ابن حجّة بأنّه «قصر «الابتداء» و حقّه المدّ، لأنه مصدر «ابتدأ، يبتدئ» ، و هو ضرورة، و ارتكاب الضرورة في الابتداء خصوصا مطلع البديعية لا يخفى ما فيه» [1] .

و ممّن تتبّع ابن حجّة في عمله أيضا أبو الوفاء العرضيّ، كما تتبّع قاسم البكرجيّ ابن حجة و من تتبّع ابن حجّة في بديعيّته و على رأسهم عبد الغني النابلسيّ‌ [2] .

إذا، إنّ الملامح النقديّة المستقاة من البناء العام لشرح بديعية ابن حجّة، و من ظاهرة التتبّع لها و ما أثار هذا التتبّع من تتبّع له، تشكّل صورة عن الحركة النقديّة التي تتراءى لنا من خلالها، لعلّها من أهم صور النقد الأدبي في مرحلة هامّة من مراحل التراث العربيّ.

ج-ملامح نقديّة عامّة:

لم تقتصر الحركة النقديّة لبديعيّة ابن حجّة و شرحها على الملامح المستقاة من خلال بنائها العام و ظاهرة التتبع لها، بل كانت تمرّ لمحات نقديّة عامّة تلوّن صفحات «الشرح» و توضّح شيئا من معالم النقد العامّة و أسسه و طرقه في ذلك العصر.

فهناك تتبّع للسرقات الشعريّة، داخل و خارج نطاق البديعية طبعا، فكثيرا ما رأينا أصحاب التتبّع يقفون عند هذه السرقات كلّما سنحت لهم فرصة، فيشيرون إليها، مبرهنين بذلك على تنوّع معرفتهم وسعة اطلاعهم و قدرتهم على النقد و كشف الحقائق و التمحيص. و هذا ما يمثّله ابن حجّة في شرح بديعيته أثناء الحديث مثلا عن سرقات جمال الدين بن نباتة المصريّ من علاء الدين الوداعيّ، فيقول في سياق الحديث عن براعة الوداعيّ في شعره: «و على موائد معانيه و نكته تطفّل الشيخ جمال الدين بن نباتة في مواضع كثيرة، و قد عنّ لي، و إن طال الشرح أن أذكر نبذة من ذلك ليتأيّد قولي، و يعرف رتبة الشيخ علاء الدين من كان بها جاهلا... » ، ثم يورد مجموعة من الأبيات التي أخذها جمال الدين بن نباتة منه‌ [3] .


[1] أنوار الربيع 1/92-93.

[2] انظر في ذلك البديعيات في الأدب العربي ص 241-244.

[3] انظر خزانة الأدب و غاية الأرب ص 2/ 355-363.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست