responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 270

فيها متّبعا ترتيب ابن حجّة دون تقديم أو تأخير.

و منهم أيضا حفني ناصيف الذي عرّف كتابه التعليميّ باسم «القطار السريع في علم البديع» ، و قد تحدّث عن سبب تأليفه فقال: «شكا لي بعض طلبة الحقوق صعوبة تحصيل علم البديع و كثرة نسيانه، و سألني وضع مختصر إن لم يحفظ على الغيب فإنه يوضع في الجيب، فأشرت عليه أن يحفظ بديعيّة تقيّ الدين، و تكلّفت له بشرحها شرحا وجيزا أختار فيه أرجح الأقوال و أصحّ التعاريف و أوضح الأمثلة بأبسط العبارات و آثرت هذه البديعيّة على غيرها لشهرتها بين الأدباء، و للإشارة فيها إلى أسماء الأنواع... » [1] . و بهذا يبدو أنّ بديعية ابن حجة لم تعد منظومة و حسب، بل كانت فنّا شعريّا بلاغيّا أدبيّا، قامت حولها حركة واسعة من الشروح و المؤلّفات المتنوّعة في فنونها و فوائدها و موضوعاتها.

2-الفوائد العلمية في هذه المؤلّفات:

إن أحسن ما قيل في فوائد هذه المؤلّفات و قيمتها العلمية ما أطلقه محمود رزق سليم أثناء بحثه في شرح ابن حجّة، إذ استطاع أن يخمّن المقصود من نظم هذه البديعية و شرحها، فقال: «و ما عليك إلاّ أن تجمع تعريفاته البلاغية و معها المثل أو المثلان، ثمّ تنحّيهما جانبا عن بقية «الخزانة» لتبدو لك بقيّتها مسرحا وضيئا متألّقا مليئا بجولات الأديب الذي فاضت صوره بالأدب اللباب، و سنح خاطره بالنقدات العذاب، و فيها ما فيها من حسن اختيار و سهولة عرض و دقّة تتابع و جمع للمتفرّق المتقارب» [2] .

إنّ هذا القول يوضّح أن ذاك الشرح-و غيره من الكتب المنبثقة عن البديعية-لم يتخذ من البديع و وجوهه إلاّ مطيّة، يتوسّل بها ابن حجة عند النظم أو الشرح، ليحلّق على أجنحتها و يسير في رحاب ما زخر به صدره و وعاه عقله من فنون الأدب و المعرفة، و لذلك لا يمكننا أن نسمّي هذا الشرح إلاّ بجنّة مدخلها «بديع» ، و كل ما فيها متنوّع بديع، و هذا ما جعلها بحقّ «خزانة للأدب و غاية للأرب» . و يكفي أن ننتقل إلى مضمون هذا الشرح لنجد مصداق ذلك، من خلال البناء العام الذي بني عليه، و الذي يتمثّل في العناصر التالية:


[1] القطار السريع: المقدمة، ص 2.

[2] عصر سلاطين المماليك 6/165.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست