responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 263

و البلاغة و النقد و الشعر و النثر و التاريخ و التراجم... حتى ليمكن اعتبارها مرجعا خاصّا لشعراء العصرين الأيوبيّ و المملوكيّ، زيادة على كونها مرجعا عامّا لا غنى عنه لطلبة العلم في مختلف الدراسات الأدبية و البلاغية و النقدية. و لعلّ أوجز كلمة في قيمة هذا الكتاب الأدبية، ما كتبه معاصره، أحمد بن حجر العسقلاني في الصفحة الأولى قبل العنوان في النسخة «ك» ، ذات الرقم (5971) : «هو مجموع أدب قلّ أن يوجد في غيره، و لعلّ مقتنيه يستغني عن غيره من الكتب الأدبية، و لو لم يكن له فيه إلاّ جودة الشواهد لكلّ نوع من الأنواع مع ما امتاز به من الاستكثار من إيراد نوادر العصريين... » [1] ، كما أنّ قيمة هذا «الشرح» مرتبطة بالقيمة العلمية للبديعية، و ما حوته من أنواع البديع و البلاغة، و أسلوب النظم و التورية باسم النوع، و هذا ما دفع بدر الدين البشتكي إلى أن يقول فيها: «نظم ابن حجة في البديع قصيدة غنيّة عن «التلخيص» و «الإيضاح» ، و... » [2] ، هذا بالإضافة إلى الأثر الكبير الذي تركته في الأدب و النقد و البلاغة، و المؤلّفات المنبثقة عنها أو المعارضة لها، أو المقتبسة منها، و التي سيأتي الكلام عليها.

و لكنّ هذه «الخزانة» رغم قيمتها البالغة الأهميّة فقد خلت من التاريخ و السيرة، و لا سيّما السيرة النبويّة، و لعلّ هذا استوعبه كتاب آخر لابن حجّة هو «بلوغ المرام من سيرة ابن هشام و الروض الأنف و الأعلام» .

و ما إن فرغ ابن حجّة من تأليف كتابه «شرح تقديم أبي بكر» حتى أقبل أدباء عصره و علماؤه يتناسخونه لما أعجبوا بمضمونه، و كتبوا عليه تقاريظ كثيرة، و أخذ عليه البعض بعض المآخذ، فقال: «و ليس لابن حجّة في بديعيته فضل اختراع أو زيادة على من تقدّموه من أصحاب البديع، و كلّ ما له من فضل أنه جمع فيها من أعمال السابقين مائة و اثنين و أربعين نوعا من المحسّنات، يختلط اللفظيّ فيها بالمعنويّ من غير فصل أو تحديد. و كل ما يلحظ من خلاف بينه و بين سابقيه هو في تسمية بعض الأنواع، فالتصدير، و الالتزام مثلا عنده هما: ردّ العجز على الصدر، و لزوم ما لا يلزم عند غيره. و لعلّ التغاير في تسمية بعض أنواع المحسنات عنده ناشئ


[1] سبقت الإشارة إلى هذا القول في مكانه من المدخل.

[2] هذا القول ورد في صفحة العنوان من النسخة «د» .

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست