responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 244

أمّا بعد، فهذه نبذة تصوّر ما صار إليه البديع في القرن الثامن الهجريّ، على يد أصحاب هذه البديعيات الثلاث، كما تصوّر الجهود التي بذلها هؤلاء في سبيل تطويره و حفظه بأسلوب فنّي أدبيّ طريف.

و إذا ما اجتزنا القرن الثامن إلى القرن التاسع الهجريّ فإننا نرى أنّ الاتجاه الغالب في دراسة البديع يتمثّل في نظم بديعيات تنحو منحى صفيّ الدين الحلّيّ حينا أو عزّ الدين الموصليّ أحيانا، و تتبارى مع هذا أو ذاك، و أبرز هؤلاء المتبارين ابن حجّة الحمويّ الذي راح يباري الاثنين معا، بالإضافة إلى معارضته لبردة البوصيريّ التي عارضاها قبله، و قد أشار إلى ذلك في مقدّمة «خزانته» إذ يقول: «فهذه البديعيّة التي نسجتها بمدحه، (صلى اللّه عليه و سلم) ، على منوال طرح البردة، كان... محمد بن البارزيّ... هو الذي ثقّف لي هذه الصعدة... و ما ذاك إلاّ أنّه وقف بدمشق المحروسة على قصيدة بديعية للشيخ عز الدين الموصلي... التزم فيها تسمية النوع البديعيّ، و ورّى به من جنس الغزل، ليتميّز بذلك على الشيخ صفي الدين الحلّيّ... فاستخار اللّه مولانا... و رسم لي بنظم قصيدة أطرّز حلّتها ببديع هذا الالتزام، و أجاري الحلّيّ برقّة السحر الحلال الذي ينفث في عقد الأقلام، فصرت أشيّد البيت فيرسم لي بهدمه... فصرت أعرب عن بناء كلّ بيت له على المناظرة طاقة، فيحكم لي بالسبق و ينقلني إلى غيره... فجاءت بديعيّة هدمت بها ما نحته الموصليّ في بيوته من الجبال، و جاريت الصفيّ مقيّدا بتسمية النوع و هو من ذلك محلول العقال، و سمّيتها «تقديم أبي بكر» علما أنّه لا يسمع من الحلّيّ و الموصليّ في هذا «التقديم» مقال» [1] .

و قد ظفرت هذه البديعية بما لم تظفر به بديعية أخرى من الشهرة، و قد شرحها ابن حجّة بنفسه في كتابه المشهور «خزانة الأدب و غاية الأرب» و جرى كثير من الأدباء و الشعراء على منواله في نظم البديعيات و شرحها. و نظرا لأهمية هذه البديعية و شرحها، و لكونها موضوع هذه الدراسة، أفرد لها فصلا لدراستها دراسة تحليليّة، و أكتفي هنا بعرض أبياتها كما وردت في «الخزانة» ، و «نفحات الأزهار» ، و «جنى الجنّتين» [2] .

بديعية ابن حجّة الحمويّ: «تقديم أبي بكر»

1-لي في ابتدا مدحكم يا عرب ذي سلم # براعة تستهلّ الدمع في العلم


[1] خزانة الأدب و غاية الأرب 1/22.

[2] انظر «جنى الجنتين» ورقة 3 ب-7 أ.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست