responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 181

من علاء الدين الوداعيّ، فيورد مجموعة من الأبيات التي أخذها ابن نباتة منه‌ [1] .

و هناك لمحات نقديّة و مواقف صريحة من أنواع البديع نفسها، إذ كثيرا ما كان الشرّاح يصرّحون بجودة نوع ما و استحسانهم له و إعجابهم به، أو إلى أنّهم ما نظموه إلاّ سيرا على عادة الغير أو من أجل المعارضة، و حرصا على جمع أنواع البديع، لسماجة هذا النوع أو بعده عن الذوق، و في هذا ما يدلّ على لمحات نقديّة واضحة.

و لابن حجّة مواقف متميزة في هذا الأمر، إذ استحسن عددا من الأنواع و استهجن أخرى، فممّا استهجنه نوع «المراجعة» إذ قال: «ليس تحتها كبير أمر، و لو فوّض إليّ حكم في البديع ما نظمتها في أسلاك أنواعه» [2] . و أمثلة هذا متوفّرة في ثنايا الشروح، و قد اجتزأت عنها ببعضها للتمثيل على هذه الظاهرة من اللمحات النقدية المتنوعة، التي إن ضمّت إلى غيرها من الظواهر النقديّة فإنها تساعد على توضيح ذاك الجانب النقديّ الذي كان أثرا من آثار «البديعيّات» و نتيجة طبيعيّة لها. و هذا كلّه يدلّ على أن هذا الفنّ الشعريّ لم يقتصر على نظم القصائد و تضمينها الفنون البديعية، كما أنّ شروحه لم تكتف بتعريف تلك الفنون و شرح أبياتها، بل كان لذلك كلّه أثر في نشأة حركة نقديّة واضحة المعالم، تمثّلت في شروح «البديعيات» شكلا و مضمونا و في ما انبثق حولها من كتب و مؤلّفات.

ج-أثرها في البلاغة:

لا شكّ في أنّ لهذا الفنّ الطريف أثرا في البلاغة، و هو أحد فنونها، إذ انبثق بادئ الأمر من فكرة بلاغية بحتة، تبلورت مع الزمن، و شاءت عوامل عديدة أن تلبسها ثوب الشعر المطرّز بالمديح النبويّ و ألوان البديع، فتطوّر و استمرّ على مدى سبعة قرون، كان له خلالها أثر كبير في حياة البلاغة العربية عامّة، و علم البديع بشكل خاصّ، حتى باتت العلاقة وثيقة بينهما، لدرجة أنّ كلاّ منهما تأثّر بالآخر و تطوّر بتطوّره.

أمّا ما تركته البديعيّات من أثر في البلاغة العربية و ما خلّفته من معالم في حياة هذا الفنّ، فيتمثّل في الأمور التالية [3] [4] :


[1] انظر خزانة الأدب 1/353، 2/355- 363، 3/311.

[2] انظر خزانة الأدب، باب المراجعة 2/197.

[3] انظر البديعيات في الأدب العربي ص 252، و ما بعدها.

[4] التلخيص ص 347.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست