responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 157

و يبدو أنّ ابن حجّة هو أوّل من أرسى حدود هذا المصطلح، فانتشر، و عرفه الناس و الشعراء و العلماء، و شرعوا يستخدمونه و يطلقونه على كلّ قصيدة تنتظم في سلك هذا الفنّ.

أقول هذا، لأنّ بديعيّا آخر قبله، و هو عزّ الدين الموصليّ، نظم بديعيّة عارض بها بديعيّة صفي الدين الحلّيّ، فنهج بها نهجه، و زاد عليه بالتورية باسم النوع ضمن البيت، و نظم أخرى خرج بها عن نهجه، فجعلها لاميّة على وزن «بانت سعاد» [1] ؛ و بذلك كان عزّ الدين الموصليّ، أوّل من أضاف جديدا إلى فنّ البديعيّات بالتورية باسم النوع ضمن البيت، و أوّل من خالف قوانينها فنظمها على غير رويّ، و أوّل من سنّ نظم أكثر من بديعيّة من قبل شاعر واحد. و لعلّ خروج عز الدين على بعض ما سنّة الصفيّ في بديعيته، يدلّ دلالة واضحة على أنّ هذا المصطلح «البديعيّة» لم ير النور كمصطلح بلاغيّ حتّى جاء ابن حجّة الحمويّ و سنّه لمن بعده من شعراء البديعيات، و قد أحيا بذلك تسمية الحليّ لبديعيّته، بل لقد سقى تلك البذرة الحلّيّة لتصبح مصطلحا سويّا له معالمه و مميزاته، و إن لم يتجرّأ من يخوض في موضوعه أن يجعل له تعريفا واضحا مميّزا أو حدّا فاصلا ملتزما، على الرغم من انتشاره و سيرورته و معرفته.

إذا لقد بقي هذا المصطلح «البديعيّة» متجاذبا بين كلّ من أراد أن يلقي نظرة على هذا الفنّ أو يدلي برأي فيه، حسب ما يراه كلّ من وجهة نظره أو جهة تخمينه، حتى لو أردت البحث عن مفهوم هذا المصطلح و ملامحه عند العلماء و الباحثين على مرور الزمن لوجدت في ذلك بعضا من الاختلاط و الغموض، على الرغم من الاتّفاق حول المعالم الأساسيّة له.

فصفيّ الدين الحليّ رسم معالم «البديعيّة» من خلال كلامه عن مضمون قصيدته بقوله: «فعدلت عن تأليف الكتاب إلى نظم قصيدة تجمع أشتات البديع و تتطرّز بمدح مجده الرفيع؛ فنظمت مائة و خمسة و أربعين بيتا في بحر «البسيط» تشتمل على مائة و واحد و خمسين نوعا من محاسنه... و جعلت كلّ بيت مثالا شاهدا لذلك النوع» [2] .


[1] انظر الدرر الكامنة 3/112.

[2] شرح الكافية البديعية ص 54-55.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست