اسم الکتاب : حوار في التسامح والعنف المؤلف : معهد الرسول الأكرم(ص) الجزء : 1 صفحة : 86
وفي كتاب الخراج لأبي يوسف القاضي ، عن الحسن البصري ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا تسبّوا الولاة ؛ فإنّهم إن أحسنوا كان لهم الأجر وعليكم الشكر ، وإن أساؤوا فعليهم الوزر وعليكم الصبر ، وإنّما هم نقمة ينتقم الله بهم ممَّن يشاء ، فلا تستقبلوا نقمة الله بالحميّة والغضب ، واستقبلوها بالاستكانة والتضرّع ) [1] .
وفي سنن أبي داود ، عن أبي هريرة ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( الجهاد واجب عليكم مع كلّ أمير برَّاً كان أو فاجراً ، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برّاً كان أو فاجراً وإن عمل الكبائر ) [2].
إلى غير ذلك من الروايات الظاهرة في وجوب التسليم لحكّام الجور ، وعدم جواز الخروج عليهم .
وهذه الروايات تُشبه ـ بوجه ـ الأخبار المستفيضة الواردة بطرقنا المذكورة في الباب .
الحياة الطيِّبة : أمام هذا الكم الهائل من الروايات ، كيف يمكن الحكم بجواز الخروج على الحاكم ؟
الشيخ الآصفي : هذه الروايات معارضة بطائفتين من الروايات أقوى دلالة ، وأكثر وأصحّ سنداً ، وهما : الراويات الآمرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والآمرة بإزالة المنكر ومقارعته باليد ، والروايات الناهية عن إعانة