اسم الکتاب : حوار في التسامح والعنف المؤلف : معهد الرسول الأكرم(ص) الجزء : 1 صفحة : 39
ج ـ الكفّار الذين دخلنا معهم في عهد واستقاموا على عهدهم .
والكفار من القسم الأوّل حكمهم أنَّ الله بريء منهم ، وكذلك رسله حسب نصّ القرآن .
والقسم الثاني : حكمهم ـ أيضاً ـ هو أنّ الله بريء منهم كذلك ، ويأمرنا بقتالهم ؛ لقوله تعالى : ( أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ )[1] ، وقوله تعالى : ( وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ )[2] ، وقوله تعالى : ( ... وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ... ) في الآية الأُولى ظاهر في أنّهم هم الناقضون ، وأنّ المؤمنين يدافعون عن أنفسهم ، وأنّ القتال مع هؤلاء المشركين ليس ابتدائياً .
وأمّا قوله تعالى : ( ... فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ... ) ، فكأنّ قتال هؤلاء ؛ لأنَّهم أئمة كفر ، إلاّ أنّ العهد كان مانعاً ، فلمّا نقضوا العهد ارتفع المانع .
أمّا القسم الثالث ، الذين عاهدوا واستقاموا على العهد ، فالإسلام يحترم عهدهم ؛ لقوله تعالى : ( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )[3] .