responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حرمة ذبائح أهل الكتاب المؤلف : الشيخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 73

عنه- و مثّل له بقولنا: لقيته و إن عليه جبّة و شيء، و عدّ (رحمه اللّٰه) من ذلك في بحث الحروف المشبهة بالفعل قوله تعالى وَ مٰا أَرْسَلْنٰا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلّٰا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعٰامَ الفرقان: 20 [1]. هذا و ظني أن وجه التأكيد في هاتين الجملتين أن كلا منهما كلام برأسه ملقى إلى المؤمنين فهو راجح عندهم متقبل لديهم كما ذكره صاحب الكشاف عند قوله تعالى وَ إِذٰا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قٰالُوا آمَنّٰا البقرة: 14 [2]، و أما ما قيل من أن وجه التأكيد في الآية التي نحن فيها هو أن الكفار منكرون كون أكل ما لم يذكر اسم اللّٰه عليه فسقا فليس بشيء لأن المخاطب بالآية الكريمة المؤمنون، و هم لا ينكرون كون أكل الميتة فسقا، و المنكر لذلك هم الكفار، و هم غير المخاطبين بها، و تأكيد الكلام الملقى إلى غير المنكرين لمجرد كون غير المخاطبين منكرين له اختراع لا يعرفه علماء المعاني.

و الجواب عما روي من أكله (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلّم) من اللحم الذي أهدته إليه اليهودية، بأن الرواية لم يثبت عندنا صحتها فضلا عن تواترها، و على تقدير صحتها فاحتمال علمه (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلّم) بشراء تلك اليهودية ذلك اللحم من جزار مسلم بإخبار أحد من الصحابة أو بإلهام و نحوه قائم، و التقريب لا يتم بدون بيان انتفائه، و أما ما اختاره ابن بابويه- (رحمه اللّٰه)- من إباحة ذبيحة اليهود و النصارى و المجوس إذا سمعنا منهم التسمية عند الذبح قد استدل عليه ببعض الروايات


[1] جاء النص في بحث الحروف المشبهة بالفعل عن (ان) ما نصه: «. و تكسر أيضا إذا كانت حالا نحو لقيتك و إنك راكب قال تعالى وَ مٰا أَرْسَلْنٰا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلّٰا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعٰامَ لأن الجملة تقع حالا.» (الكافية في النحو ج 2 ص 349).

و نجم الأئمة هو الشيخ الرضي محمد بن الحسن الأسترآبادي، النحوي المتوفى سنة 686 هصاحب «الشرح الكبير» المعروف ب«شرح الرضي»، من أحسن الشروح على «الكافية» النحوية الحاجبية. و له شرح فارسي عليه أيضا، كما في «كشف الظنون». و له «شرح الشافية» الصرفية لابن الحاجب أيضا مطبوع متداول (الأنوار الساطعة ص 155).

[2] الكشاف ج 1 ص 184.

اسم الکتاب : حرمة ذبائح أهل الكتاب المؤلف : الشيخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست