الإيمان، فقلت: فصفهما لي، فقال: الإسلام شهادة ألا إله إلّا اللّه و التصديق برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) به حقنت الدماء و عليه جرت المناكح و المواريث و على ظاهره جماعة الناس، و الإيمان الهدى و ما يثبت في القلوب من صفة الإسلام و ما ظهر من العمل، و الإيمان أرفع من الإسلام بدرجة إنّ الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر و الإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن» الخبر [1]، و غير ذلك مما رواه في الكافي في باب أنّ الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان و الباب الذي يليه في كتاب الكفر و الإيمان.
[وجود العاجز عن تحصيل العلم في الاعتقاديات]
قوله: أما الأول فقد يقال فيه بعدم وجود العاجز نظرا إلى العمومات الدالة على، إلى آخره[2].
(1) و قد يستدل أيضا لذلك بقوله تعالى: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا[3] و قوله تعالى: فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ[4].
و فيه: مضافا إلى إمكان منع العموم فيها باعتبار منع كون الموصول مطلقا للعموم، و أنّ المراد بالمجاهد من له أهلية المجاهدة، و كذا الحجة البالغة ثابتة لأهلها، أنّ غاية ما يستفاد منهما ظهور عموم يقبل التخصيص، و نحن نرى بالوجدان و العيان وجود القاصرين سيما في أطراف البلاد البعيدة عن صيت الإسلام، و مما يقطع به ذلك أنّه لو فرض أنّ المكلف في ابتداء بلوغه اشتغل بالمجاهدة و النظر و مات قبل أن يحصل له الاعتقاد بما يجب عليه من المعارف فهل ترى أنّه يحكم عليه بالتقصير أو يدعي عدم وقوع الفرض. و بالجملة أنا