أبدع الشهيد في هذا الكتاب ترتيبا لم يسبقه إليه سابق- كما مرّ تحت عنوان «مكانته العلمية» في هذا الفصل- و نقل فيه آراء كثير من فقهائنا كابن بابويه و العماني و ابن الجنيد و الجعفي و غيرهم من الذين لم تصل إلينا كتبهم، و لم ينقل فيه من آراء العامّة شيئا. و قال في آخر كتاب الحجّ منه:
و قد أتينا منه بحمد الله في هذا المختصر ما لم يجتمع في غيره من المطوّلات، فللّه الشكر على جميع الحالات [2].
لم يوفّق الشهيد لإتمام الكتاب لاستشهاده، و خرج منه الطهارة إلى الرهن. و قد دوّنه الشهيد في جزئين: ضمّ الأوّل الطهارة حتى آخر كتاب الإقرار [3]، و ضمّ الثاني من أوّل كتاب المكاسب إلى الرهن، و قال في آخر الجزء الأوّل منه:
و الله الموفّق. تمَّ الجزء الأوّل بعون الله و حسن توفيقه، و صلّى الله على خير خلقه محمّد النبيّ و آله و سلّم، و يتلوه في الجزء الثاني كتاب المكاسب [4].
قال الطهراني طاب ثراه:
شرع فيه 780، و فرغ من جزئه الأوّل- كما صرّح به في الرياض- آخر نهار الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الثاني [كذا، و الصواب: ربيع الآخر] 784 [5].
أقول: ما ذكره الطهراني من تاريخ شروعه في تأليفه فلا أدري ما هو مستنده، و أمّا تاريخ الفراغ من جزئه الأوّل فقد ورد في آخر هذا الجزء في بعض مخطوطاته القديمة بهذه العبارة: