و خروج ابن الجنيد غير قادح، على أنّ عبارته المنقولة في المختلف غير صريحة في ذلك، قال: «إذا كان بيد المتطهّر نداوة يستبقيها من غسل يديه مسح بيمينه رأسه و رجله اليمنى، و بيده اليسرى رجله اليسرى، و لو لم يستبق ذلك أخذ ماءً جديداً لرأسه و رجليه» [1]؛ إذ يحتمل أن يكون سمّى ما على محالّ الوضوء ماء جديداً، أو يكون ذلك لشدّة حرّ أو حرارة على القول بالاجتزاء به.
و كيف كان، فيدل عليه- مضافاً إلى ما سمعت-:
1- الوضوءات البيانيّة:
أ- منها حينئذٍ: ما في حسنة زرارة- بإبراهيم [بن هاشم]-: «و مسح مقدّم رأسه و ظهر قدميه ببلّة يساره و بقية بلّة يمناه، قال: و قال أبو جعفر (عليه السلام): إنّ اللّٰه وتر يحب الوتر، فقد يجزيك من الوضوء ثلاث غرفات: واحدة للوجه و اثنتان للذراعين، و تمسح ببلّة يمناك ناصيتك، و ما بقي من بلّة يمينك ظهر قدمك اليمنى، و تمسح ببلّة يسارك ظهر قدمك اليسرى» [2].
ب- و ما في حسنة زرارة و أخيه بكير- بإبراهيم بن هاشم أيضاً-: «ثمّ مسح رأسه و قدميه ببلل كفّه، لم يحدث لهما ماء جديداً» [3].
جو ما في خبر بكير: «ثمّ مسح بفضل يديه رأسه و رجليه» [4].
د- و خبر محمّد بن مسلم: «ثمّ مسح رأسه و رجليه بما بقي في يديه» [5].
هو ما في خبر أبي عبيدة الحذّاء: «ثمّ مسح بفضلة الندى رأسه و رجليه» [6].
و- و ما في خبر زرارة: «ثمّ مسح ببلّة ما بقي في يديه رأسه و رجليه، و لم يعدهما في الإناء» [7].
ز- و في آخر: «ثمّ مسح رأسه و قدميه إلى الكعبين بفضل كفّيه، لم يجدّد ماء» [8].
و المناقشة في الوضوء البياني [بعدم دلالة الفعل على الوجوب التعييني] قد مضى ما فيها:
[أوّلًا]: لما سمعت من الرواية المرسلة المنجبرة بعمل الأصحاب.
[و ثانياً]: مع ظهور مثل قول زرارة و بكير و أبي عبيدة: «لم يجدّد ماء» و «لم يعدهما في الإناء» و نحو ذلك في الدلالة على أنّهم فهموا الوجوب.
[و ثالثاً]: مضافاً إلى قوله (عليه السلام) في خبر زرارة الأوّل: «و تمسح ببلّة يمناك ناصيتك»؛ لظهورها في الأمر و إن احتملت بعيداً غيره.