responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : الأنصاري الأراكي، الشيخ محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 227

المقام الاول [فى تصوير المدعى و بيان مرجعه‌]

أما المقام الأول فمرجع الحسن و القبح المدرك بالعقل العملي الى الضرورة، و لكن لا تلك الضرورة التكوينية المقابلة للامكان بحسب عالم التكوين، بل سنخ آخر من الضرورة يختلف عن الضرورة التكوينية مرتبة و سنخاً، فمن حيث المرتبة هي ضرورة في طول السلطنة التي هي قسيمة للوجوب أي الضرورة التكوينية و الامكان، و حيث كانت في طول السلطنة لا في عرضها كالضرورة التكوينية فلا محالة كانت تختلف عنها سنخاً، لأنها لو كانت من سنخها، و كان محصلها امتناع التخلف لكان ذلك خلف فرض السلطنة، و فرض ان له ان يفعل و ان لا يفعل، فنفس تفرعها عن السلطنة تقتضي تغاير الضرورتين سنخاً.

و التمايز بين الضرورتين في عالم التصور بديهي لا يحتاج الى توسيط تعريفات منطقية، كالتمايز بين الامكان و الوجوب، و الوجود و العدم، و نسمي هذه الضرورة التي هي في طول السلطنة بالضرورة الاخلاقية، في قبال اطلاق اسم الضرورة التكوينية على الوجوب المقابل للسلطنة.

و هذه الضرورة الاخلاقية امر واقعي، بمعنى انها ثابتة في لوح الواقع الذي هو في مبانينا اوسع من لوح الوجود، فكما ان النسبة بين الوجود و الماهية هي في لوح الواقع، اما بالضرورة او بالامكان مثلًا كذلك النسبة بين الفعل و السلطنة على ذلك الفعل، أو بين الترك و السلطنة على ذلك الترك.

و كما ان صفات تلك النسبة بين الوجود و الماهية أمور واقعية، بقطع النظر عن اعتبار أي معتبر، كذلك ايضاً صفات هذه النسبة القائمة بين السلطنة و الفعل و العقل، و حيث كانت هذه النسبة متقومة بطرفيها و كان احد طرفيها هو السلطنة فلا محالة تختص الضرورة الاخلاقية بموارد السلطنة، و هذا هو معنى اختصاص الحسن و القبح العقليين بالافعال الاختيارية.

و هكذا يتضح ان واقعية هذه الضرورة الخلقية هي بمعنى واقعية الضرورة

اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : الأنصاري الأراكي، الشيخ محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست