responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    الجزء : 2  صفحة : 111

نعم، لعلّه ربّما يتوهّم: أنّ غاية الوضع لا بدّ و أن تكون بحيث يصحّ التلفّظ بالموضوع مستقلًاّ، و لا يمكن التلفّظ بمادّة الأمر إلّا في ضمن الهيئة.

و لكنّه يندفع بما ذكرنا آنفاً: أنّ مقتضى حكمة الوضع إنّما هي وقوعها في طريق الإفادة و الاستفادة- و لو في ضمن أمر آخر- لا التلفّظ بها مستقلًاّ.

و من الواضح: أنّ مجرّد عدم إمكان التنطّق بها مستقلًاّ لا يوجب الاشتراك اللفظي أو المعنوي، بل يؤكّد العدم؛ لكون الموضوع لنفس الحدث هو ما لا يمكن التلفّظ به مستقلًاّ، و ما يمكن التلفّظ به مستقلًاّ موضوع لسائر المعاني.

و لعلّ منشأ القول بالاشتراك بقسميه هو قول القدماء القائلين بأنّ المصدر أصل المشتقّات، فتبعهم من لم يوافقهم في المبنى، فتدبّر.

الجهة الثانية: في ما وضع له مادّة الأمر، و هي «أ م ر»

ذهب بعض إلى أنّ مادّة «أمر» موضوعة للطلب، كما أنّه ذهب آخر إلى أنّها موضوعة للإرادة المظهرة، كما ذهب ثالث إلى أنّها موضوعة للبعث، إلى غير ذلك من الأقوال.

و لكن الذي يتبادر منها: أنّها موضوعة لمعنىً اسمي منتزع من هيئات الصيغ الخاصّة بما لها من المعنى الحرفي.

و بعبارة اخرى‌: أنّ هيئات صيغ الأمر و إن كانت معاني حرفياً آلياً لإيجاد البعث- كهيئة «اضرب» لإيجاد بعث الضرب، و هيئة «أكرم» لإيجاد بعث الإكرام، و هكذا- إلّا أنّه يمكن تصوير جامع اسمي بينها، كما صحّ انتزاع مفهوم الربط- الذي هو مفهوم اسمي- من المعاني الحرفية و الروابط بالحمل الشائع.

فكما صحّ وضع لفظ الربط لمفهوم اسمي انتزاعي من المعاني الحرفية فكذلك صحّ وضع لفظ الأمر لمعنىً اسمي منتزع من الهيئات بما لها من المعاني الحرفية؛ أي‌

اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    الجزء : 2  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست