اسم الکتاب : جامع الشتات المؤلف : الشيخ الخواجوئي الجزء : 1 صفحة : 29
قصّة عُزير و إرميا على الاختلاف: «فَأَمٰاتَهُ اللّٰهُ مِائَةَ عٰامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ»[1]. قال هذا الرجل المنكر للرجعة في تفسيره المذكور: إنّه كان كافراً بالبعث، و هو الظاهر لانتظامه مع نمرود في سلك، ثمّ قال: و قيل: هو عُزير أو الخضر [2]. أقول: و على الأقوال فهذا مات مائة عام، ثمّ رجع إلى الدنيا و بقي فيها ثمّ مات بأجله. و قال صاحب التفسير بعد قوله تعالى: «وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّٰاسِ» قيل: أتى قومه راكب حماره و قال: أنا عزير، فكذّبوه، فقال: هاتوا التوراة، فأخذها يهذّها هذّاً عن ظهر القلب و هم ينظرون في الكتاب، فما خرم حرفاً، فقالوا: هو ابن اللّٰه. و لم يقرأ التوراة ظاهراً أحد قبل عزير، فذلك كونه آية، و قيل: رجع إلى منزله فرأى أولاده شيوخاً و هو شابّ، فإذا حدّثهم بحديث قالوا: حديث مائة سنة [3] انتهى. و في قصّة المختارين من قوم موسى لميقات ربّه «ثُمَّ بَعَثْنٰاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»[4] فأحياهم فرجعوا إلى الدنيا فأكلوا و شربوا و نكحوا و ولد لهم الأولاد و بقوا فيها ثمّ ماتوا بآجالهم، و كذلك جميع الموتى الذين أحياهم اللّٰه لعيسى (عليه السلام) رجعوا إلى الدنيا و بقوا فيها ثمّ ماتوا، و قصّة أصحاب الكهف معروفة، و الرواية النبويّة: «كلّ ما كان في الأُمم السالفة يكون في هذه الأُمّة مثله حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة» [5] مشهورة، و سائر الأقاصيص في محالّها مسطورة. و ليس ينبغي أن يعجب من ذلك فضلًا عن أن ينكر، فإنّ الأُمور المجهولة العلل لا يعجب منها في شريعة العقل، فكيف يعجب منها في طريقة النقل؟! أ لا يرى إلى قول باب مدينة العلم و قد سبق: «هذا علم يسع الناس جهله، و ردّ علمه إلى اللّٰه تعالى» [6] مع أنّ بعض علله كفوز الأولياء بثواب النصرة و المعونة