responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة المؤلف : الفتلاوي، مهدي حمد    الجزء : 1  صفحة : 94

هؤلاء» [1] و في لفظ آخر قال: «هذا و قومه و الذي نفسي بيده» و ذكر الحديث.

و هذا النص القرآني، من أهم نصوص الاستبدال الموعود و ان لم يلتفت اليه المفسرون قاطبة، و تتضح أهميته اذا استطعنا أن نفهم المعنى الدقيق لقوله تعالى: وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمََّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ `ذََلِكَ فَضْلُ اَللََّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشََاءُ وَ اَللََّهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ.

قال المفسرون: ان المراد من الآخرين هنا كل من اعتنق الاسلام بعد العرب من الأمم الأخرى، و انما أشار النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم الى سلمان من باب التعريف بالمثال، ليفهم الحاضرون معنى الآية من خلال الإشارة إلى بعض مصاديقها الحاضرة في مجلسه.

و هذا الكلام في غاية الصحة و منتهى الدقة و الصواب إن ثبت عدم وجود القرائن المخصصة للآية بقوم دون آخرين، و لكن الأمر ليس كذلك، لوجود قرينتين تدلان على اختصاصها بقوم سلمان دون غيرهم من الأمم الاخرى، و تؤكدان ورودها بموضوع الاستبدال الموعود.

القرينة الاولى: قوله تعالى: ذََلِكَ فَضْلُ اَللََّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشََاءُ وَ اَللََّهُ ذُو اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيمِ. * فلو تتبعنا صيغة فضل بجميع اشتقاقاتها الواردة في القرآن لوجدناها قد وردت فقط بشأن تكريم اللّه تعالى لافراد أو قوم و تفضيلهم على آخرين في الدنيا بحمل الرسالة و هداية الناس. مثلا وردت صيغة فضلتكم مرة واحدة بصدد تكريم اللّه تعالى لبني اسرائيل و تفضيلهم على العالمين بقيادة أول تجربة سياسية للدين الإلهي في التاريخ البشري. و استخدم القرآن مادة فضل بصيغ مختلفة سبع مرات و كلها بصدد تكريم قوم دون آخرين، مع ربط ذلك


[1] صحيح البخاري، كتاب التفسير، صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، صحيح الترمذي، ج 5، ح 3310، مصابيح السنة، ج 5، ص 207، الكشاف، ج 4، ص 530.

اسم الکتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة المؤلف : الفتلاوي، مهدي حمد    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست