responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة المؤلف : الفتلاوي، مهدي حمد    الجزء : 1  صفحة : 334

في هجرتهم الطويلة، و هم يحاولون الوصول الى منابع الاسلام الاصيلة رغم العقبات الكثيرة التي تعترض طريقهم.

إنها لوحة فنان بارع مبدع، ترسم حركة تاريخية ضخمة لامة كبيرة في مسيرة طويلة الأمد في معاناة مرّة شاقة، انها هجرة قوم سلمان الفارسي، في رحلة الوصول الى الايمان، التي يجتازون خلالها صخور بلادهم الجبلية و الثلجية، و العوائق الطبيعية و الحضارية، و الحواجز اللغوية و العرقية، و الصراعات المذهبية الدينية و السياسية في داخل الامة الاسلامية، ليصلوا الى الثريا الى منابع الاسلام الاصيلة-القرآن و العترة-اللذين قال فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم لامته: «ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا» [1] ، فضيعهما العرب و وصلت اليهما امة الفرس.

و تذكرنا هجرة ابناء فارس-و هي تبحث عن منابع الاسلام المحمدي الاصيل المتمثل بالقرآن و العترة-بهجرة سيدهم سلمان الفارسي، يوم ارتحل وحيدا من بلاد الشرك و الكفر الى بلاد التوحيد و الايمان، متحملا شتى انواع الاذى من الجوع، و التعب، و ذل الاسترقاق، و الازدراء، و التحقير، حتى وصل الى معالي اهدافه الى منابع الدين و العلم و الايمان الاصيلة الى خاتم المرسلين صلّى اللّه عليه و آله و سلم و التزمه و اخذ ذلك كله منه، و اتخذ اخاه و خليفته عليا اماما هاديا، و دليلا مرشدا و اذا بهذه الهجرة الفردية المخلصة الصادقة تتحول عبر القرون و الاجيال الى هجرة للامة الفارسية بكاملها الى منابع الاسلام الاصيلة الى الثريا الى القرآن و العترة مقتدية بهجرة ذلك الصحابي المجاهد الكبير و العارف العظيم.


[1] حديث الثقلين، ذكرنا مصادره في الفصل الاول و الثاني.

اسم الکتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة المؤلف : الفتلاوي، مهدي حمد    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست