responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة المؤلف : الفتلاوي، مهدي حمد    الجزء : 1  صفحة : 152

حياتها السياسية، و خلق جو عام من الاستسلام و الطاعة العمياء في قطاع كبير منها.

و من خلال هذه الممارسات الدينية المنحرفة، ترسخت المفاهيم الدينية الخاطئة في التصور الاسلامي و بمرور الزمن. و ولدت فكرة فصل الدين عن السياسة في المجتمع الاسلامي، فاصبح ابتعاد المسلم الملتزم عن العمل السياسي و الجهادي يمثل قمة الصلاح و التدين و الاستقامة، و تدخله بهما انحراف عن هدي الاسلام و سيرة السلف الصالح من العلماء، الذين لم يخرجوا على طاعة الخليفة-برا كان أم فاجرا-بل عملوا كموظفين في مساجد الدولة، و وعاظ في دوائر السلطة من دون أن يعترضوا على سياستها، و ان خرجت عن نهج القرآن و السنة بشكل صريح‌ [1] .

إن ما يعاني منه العالم العربي اليوم من ظلم و جور حكامه، و من مأساة الفقر و الجوع و الحرمان، و من الاعتداء على الحريات و الكرامات، و من تفسخ في الاخلاق و العلاقات في ظل سياستهم المنحرفة الظالمة، و من اغتصاب اعدائه لأرضه، و هيمنة اعدائه على بلاده، و سيطرتهم سياسيا و اقتصاديا و عسكريا على حياته، عن طريق وكلائهم و اوليائهم من الحكام الخونة. كل ذلك من النتائج الحتمية للسياسة الاموية و العباسية المنحرفة عن نهج الاسلام المحمدي الاصيل. فهي التي عملت في طول تاريخها على قتل الروح الثورية في الامة، و القضاء على إرادتها الايمانية، و وعيها الديني، و ابعادها عن رسالتها الجهادية، و فصلها عن قيادتها الشرعية، التي كانت تدعوها للثورة على الظالمين و عدم الرضوخ لسلطة الجبارين و المفسدين. و ما زالت السياسة


[1] و هذه الممارسات المنحرفة باسم الدين هي التي ركزت في شعور الامة المفهوم المنحرف عن الدين الداعي الى فصله عن السياسة، و ليس الفكر الشيوعي كما يدعي بعض الكتاب الاسلاميين.

اسم الکتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة المؤلف : الفتلاوي، مهدي حمد    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست