responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 56

الغرابة، و الآية الكريمة: رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا تؤيّد هذا المعنى‌. و كما أشرنا سابقاً في خصوص دعاء إبراهيم و إسماعيل (عليهما السلام)، فإن اللَّه عزّ شأنه عند ما يحكي دعاء أحد الأنبياء ثمّ يسكت، فهذا يعني، أن الدّعاء قد استجيب، و إلّا لكان من غير المناسب نقل هذا الدعاء، و مع نقله و عدم إجابته يتحتّم على‌ اللَّه عزّ و جلّ أن يردّ بالنفي عليه. إذن، المنظور في الآية ليس مجرّد دعاء الرسول، و إنّما دعاء يستتبعه استجابة.

و هنا كلمة «إِصْراً» جاءت في سياق النفي، و هي تفيد العموم، أي: لا تحمّلنا أيّ إصر في أيّ من التكاليف. إذن الآية تطرح معنىً عامّاً و كليّاً.

الاستدلال بصدر الآية و بيان المراد من «الوسع»

بعد ذلك تأتي فقرة جديدة من الدعاء و هي قوله تعالى: رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌، و المتتبع لسياق الآية يجد أنّ هناك ارتباطاً خاصّاً بين صدر الآية:

لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها و بين الفقرة من الدعاء، و هي‌ رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌ و قد عدّ المحقّق النراقي (رحمه الله) في كتابه العوائد قوله: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها من الأدلّة التي يستدلّ بها على‌ قاعدة نفي الحرج، و أنّها دليل مستقل عن هذا المضمار، و تبعه في ذلك المحقّق البجنوردي (رحمه الله) في كتابه «القواعد الفقهية». و الآن لنرى‌ هل هي كذلك، أم لا؟ هنا لا بدّ أن نبحث المسألة من جهتين:

الجهة الاولى‌:

هو أنّنا نعلم مسبقاً أنّ القدرة العقليّة تعتبر شرطاً عقلياً في تعيّن التكليف بالنسبة للإنسان، فلو أمر رجلٌ ابنه بالقيام بعمل لا يقدر على‌ إنجازه بالمرّة، لاستقبح العقلاء منه ذلك. لأنّ العقل يقرّر هذه الحقيقة، و هي أنّه لا معنى‌ أن تأمر

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست