و الآية الاخرى هي قوله تعالى في آخر سورة البقرة: رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا[1] و استناداً إلى المتون الروائية فإنّ اللَّه سبحانه و تعالى يحكي في هذه الآية جملة من الأدعية التي دعا بها رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله) ربّه ليلة المعراج و توجد هناك رواية في هذا الباب قد نتطرّق إليها في بحثنا الروائي، و مجمل القول إنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) دعا اللَّه سبحانه و تعالى بهذا الدعاء: رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا و يفهم من قوله هذا أنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) طلب من اللَّه سبحانه و تعالى أن يمنَّ على امّته بمزيّة، و هي أن يرفع عن امّته الإصر الذي حمله على الامم الماضية. هنا لا بدّ و أن نحدّد معنى «الإصر» بدقّة. المعنى الإجمالي للإصر هو العبء الثقيل جدّاً و الشّاق. إذن، الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) يدعو اللَّه عزّ و جلّ بأن يرفع هذه العبّ الثقيل عنه و عن امّته، و ورد في الرّوايات نماذج و صور متعدّدة عن طبيعة التكاليف الشاقّة التي كانت على الامم السالفة و التي دفعها اللَّه سبحانه و تعالى عن هذه الامّة رحمة منه و امتناناً. و منها الرواية المأثورة عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) حيث يقول: «جعلت لي الأرض مسجداً و طهوراً» [2]. و لقائل أن يقول: ما هي المزيّة التي منّ اللَّه بها على رسوله و على امّته في هذا الحديث الشريف؟ و الجواب: إنّ قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله): «جعلت لي الأرض مسجداً» يعني أنّ كلّ الأرض جعلت محلّاً للعبادة، و إن كانت هناك أفضليّة في بعض الأماكن على