responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 36

هم عترة الرسول (صلى الله عليه و آله). ثمّ يصل الإمام (عليه السلام) إلى‌ هذه النتيجة فيقول: فلمّا أجاب اللَّه إبراهيم و إسماعيل و جعل من ذريتهما امّة مسلمة [أي من تلك الامّة] من الجماعة الخاصّة، من بني هاشم‌ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ... إلى‌ آخر الحديث. و كما ترون فإنّ الإمام (عليه السلام) قد استدلّ بهذه الآية، و معنى استدلاله هو أنّ ظاهر الآية يتضمّن هذا المعنى‌، و بناءً على‌ ذلك يتّضح أنّ قول الإمام من أنّ المقصود من الامّة هم الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) ليس من باب التعبّد أو التفسير أو التأويل.

من الذي سمّاهم بالمسلمين؟

تقول الآية: وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ‌ الكلام يدور عن الأب، فمن هم أولئك الذين كان إبراهيم أباهم، و هم ذرّيته؟ في الآيات التي بحثناها سابقاً عبَّر عنهم القرآن الكريم و على لسان إبراهيم بقوله: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا، و أمّا في هذه الآية بما أن ضمير المتكلم يعود على‌ اللَّه سبحانه و تعالى لذلك عبّرت عنهم الآية الكريمة: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ‌، هنا الضمير «هُوَ» قد يبدو لأوّل وهلة أنّه يعود على‌ إبراهيم، و لكن في الواقع أنّ‌ «هُوَ» يعود على‌ اللَّه سبحانه و تعالى، و الموضوع له ثمَّة علاقة بإبراهيم، على‌ اعتبار أنّ الآية لها علاقة و مدخلية بدعاء إبراهيم، و لكنّنا لا نستطيع أن نرجع الضمير «هُوَ» على‌ إبراهيم باعتبار تكملة الآية، حيث جاء فيها: سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ‌ وَ فِي هذا...

أي في الكتب الإلهية السابقة و في القرآن أيضاً، و من هنا لا يحقّ لنا أن نربط الضمير ب «إبراهيم» لأنّنا لا نستطيع أن نقول بأن إبراهيم هو الذي أطلق على‌ أئمّتنا (عليهم السلام) تسمية الامّة المسلمة. إذن لا بدّ و أن نرجع الضمير إلى‌ اللَّه سبحانه و تعالى الذي‌

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست