responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 31

النظر عن الروايات أو الرواية التي نحن بصدد عرضها هنا يحمل في نفسه هذا المعنى‌ بالشكل الذي بيناه.

هل المراد بالذّرية هم العرب بالخصوص؟

بعض المحققين و العلماء و المفسّرين من أهل السّنة من أمثال صاحب المنار الذي استوقفته هذه المسألة أراد أن يحمل عنوان الامّة المسلمة على‌ المعنى‌ الظاهري الذي يتبادر للذهن في الوهلة الاولى‌، أي بمعنى‌ المسلمين، في هذه الحالة كيف سيتعامل مع‌ مِنْ ذُرِّيَّتِنا؟ ذلك أن المسلمين لا يختصّون بذريّة إبراهيم، بل لا يختصّون بالعرب، حيث يتواجد المسلمون في شرق العالم و غربه، و يتوزّعون على‌ شعوب و قوميّات مختلفة، و يتكلّمون بلغات شتّى، و إذا أراد أن يأخذ بما نقوله نحن و يفهم الآية بالشكل الّذي فهمناه، فسوف يتزلزل أساسهم الفكري و العقيدي، فإذا كان المقصود من ذريتنا في هذه الآية الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) و إمامتهم.

فهذا يعني التراجع عن متبنّياتهم العقائدية. إذن ما ذا يريد أن يقول في مثل هذه الحالة؟ يستفاد من آخر كلام له، أنه فسَّر مِنْ ذُرِّيَّتِنا بالعرب، أيّ كلّ العرب، و يستدلّ صاحب المنار على‌ ذلك بآخر الآية و التي جاء فيها: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‌، حيث يقول: إن هذه العبارة تشير إلى‌ مسألة، و هي أن العرب- عرب الصحراء- بعيدون عن الحضارة، فالعربي الذي يأبى‌ الرضوخ لأيّ لون من ألوان النظم الاجتماعية كيف يمكنه تلقّي التعليم و التزكية و التربية؟ فجميع الضمائر من قبيل: وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ و يَتْلُوا عَلَيْهِمْ‌ تعود على‌ العرب و لكن أين العرب من تلاوة آيات الكتاب؟ و أين العرب من التربية و التزكية؟

فالعربيّ الذي أنس الحرب و القتال و الغارة كيف يتسنى‌ له الآن أن يتعلّم و يتربّى‌

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست