responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 17

وَ فِي هذا... و كما قلت فإن بحثنا معنى‌ تفسيري و يرتبط أيضاً بمسألة الإمامة و بعلم الإمام، و من جانب آخر له علاقة بقاعدة لا حرج الّتي هي محل بحثنا بالأساس، و بما أنّ هذه الآية الكريمة بالذات هي من أهمّ الآيات التي يستدلّ بها على‌ قاعدة لا حرج- فلذلك يجب أنْ تدرس و تناقش بدقّة...

[آية أخرى تساعد في فهم هذه الآية و هي قوله تعالى وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ‌]

الآية الثانية:

يقول اللَّه تعالى: وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ‌ [1] بناءً على‌ الشواهد التأريخية فإنّ إبراهيم (عليه السلام) هو الذي بنى‌ الكعبة و ساعده في ذلك إسماعيل (عليه السلام) و خلال عملية البناء يرفعان أيديهما و يدعوان اللَّه بعدّة دعوات: رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‌. و من هنا يتّضح لنا إنّهما إنّما قاما بهذا العمل بأمر من اللَّه تعالى، و تزامناً مع امتثالهما لأمر اللَّه رفعا أيديهما بالدعاء بأن يتقبّل منهما ذلك. الدعاء الثّاني الذي دعوا به هو: رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ‌ [2] هذا الدعاء يحتاج إلى‌ وقفة و تأمّل، و استعراض الظروف التي كانت تحيط بالنبي إبراهيم (عليه السلام) عند دعائه بهذا الدعاء، ففي ذلك الوقت كان إبراهيم (عليه السلام) يمتاز بمقام النّبوة و بمقام الإمامة أيضاً نظراً لمقتضى‌ الآية الكريمة: وَ إِذِ ابْتَلى‌ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً [3]، و بحسب الرّوايات و القرائن فإنّ أهمّ الكلمات التي ابتلى‌ اللَّه بها إبراهيم (عليه السلام) هو ذبح إسماعيل (عليه السلام) و تقديمه قرباناً، و في الحقيقة فإنّ ذبح إسماعيل من الابتلاءات التي لم يسبق لها مثيل، كما أنّها لا مثيل لها في اللاحق أيضاً،


[1]. البقرة: 127.

[2]. البقرة: 128.

[3]. البقرة: 124.

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست