responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 138

خاصّة يجعلنا نتساءل: لما ذا نعتبر الجهاد أمراً حرجيّاً؟ بل هو مسألة طبيعية؛ إذن مجرد احتمال خطر الموت، أو ذهاب الأموال لا يوجب القول بحرجيته. فلو كان حرجيّاً لهرب الجميع، و لمّا وجد هناك من يتصدّى‌ لمهامّ الحرب و الجهاد، في حين نرى أنّ الحرب أمرٌ طبيعي رافق البشريّة منذ تأريخها الأوّل و اشترك فيها الجميع.

الحرج من خلال الملاكات و المصلحة:

و لكن أفضل ردّ على‌ الإشكال هو الردّ الثاني لصاحب الفصول، و مفاده هو:

إنّنا إذا أردنا أن نعيّن كون الفعل حرجيّاً أو لا، لا بدّ من أن نلحظ جانب المصلحة في الفعل، فليس من الصحيح أن نلحظ صورة الفعل بما فيه من خصوصيّة، هل هو حرجيّ، أم لا؟ بل الصحيح أن نرى ما هو الهدف من وراء هذا الفعل؟ و ما هي المصلحة المترتّبة عليه؟ فالدقّة في هذه اللحاظات له مدخلية في كون الفعل حرجيّاً أو غير حرجيّ. و نورد مثالًا على‌ ما قلناه غير المثال الذي أورده صاحب الفصول، لنفرض أنّ إنساناً بقي مستيقظاً طوال الليل و لم ينم أبداً، هنا لا يمكننا أن نقول: إنّ عمله هذا حرجيّ أو غير حرجيّ، أي لا نستطيع أن نحكم عليه. بل يجب أن نرى و قبل كلّ شي‌ء ما هي المصلحة من بقائه مستيقظاً. فلو أراد أن يسهر طوال الليل لأمرٍ ثانوي غير مهم و لنفرض أنّه لم ينم ليلته مقابل شي‌ء يسير من المال، فالسهر ليلة كاملة هذا يعدّ أمراً حرجيّاً، و لكن نفس هذا السهر، لو كان لإحياء ليلة القدر و طلب ما في هذه الليلة من أجرٍ و ثواب عظيم لا يعتبر أمر حرجيّ فحسب، بل الإنسان يتمنّى‌ أن تكون كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان ليلة القدر كي يبقى‌ مستيقظاً ليطلب الفيض الإلهي و يستفيد من بركاته. و هذه المسألة عرفيّة.

و لنفرض أنّ إنساناً بقي مستيقظاً حتّى‌ الصباح يرعى‌ مريضاً يحتاج إلى‌ رعايته‌

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست