responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 120

آية الحرج و مفهوم الوصف‌

و الآن نبحث هذه القاعدة من زاوية اخرى‌، فنقول هل الحرج الموجود في الآية ينطبق عليه عنوان الوصف؟ و إذا كان كذلك فما هو الموصوف؟ الموصوف هو الحكم، فقوله: وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ‌ يعني‌ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ‌ حكم حرجي، فهل الحرج هنا صفة و نعت للحكم، أو أنّ الحرج صفة لفعل المكلّف، أي‌ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ‌ من فعل حرجي و عمل حرجي؟ فإذا جعلنا الحرج صفة للفعل، حينئذٍ يكون‌ «وَ ما جَعَلَ» بمثابة، ما أوجب، يعني: ما أوجب اللَّه عليكم في الدين فعلًا حرجيّاً، و لقائل أن يقول: ما الداعي لإثارة مثل هذا الاستفهام و الخوض فيه؟ و الذي يدعونا لإثارة هذه النقطة، هو أنّنا عادة ما نواجه حرجاً في موارد متعدّدة، و عليه لا بدّ أن نشخّص ما هي الامور التي تستدعي الحرج، هل التوضؤ أو الاغتسال في جوّ شديد البرودة هو من الحرج؟ فإذا قلنا بذلك فمؤدّى‌ ذلك أنّ الأمر الحرجيّ هو ما كان يحسب حرجيّاً في الخارج، أي أنّ عمل المكلّف قد يسبّب حرجاً، و هذا يستدعي أن نعتبر الحرج في الآية الكريمة صفة للفعل، و إذا جعلنا الحرج صفة للفعل فيكون معنى‌ الآية: ما أوجب اللَّه عليكم فعلًا حرجيّاً، و ما أوجب اللَّه عليكم وضوءاً حرجيّاً. و لكن هذا الفهم للآية غير موافق لظاهرها، لأنّ عبارة «مِنْ حَرَجٍ» في الحقيقة حلّت محلّ مفعول مطلق نوعي، فلو أردنا أن نمعن النظر في الآية من الناحية الأدبيّة يبدو أنّ الحرج يتعلّق بالفعل. أي أنّ الحرج صفة للفعل. فهو مفهوم نوعي مطلق، هنا لا بدّ من الإجابة على‌ هذا السؤال، و هو: هل المجعول الذي دلّ عليه فعل‌ «جَعَلَ» هو نفس فعل المكلّف، أو أنّ المجعول هو عبارة عن الحكم الشرعي؟ أي أنّ ما جعله اللَّه تبارك و تعالى هو جعل الإيجاب كوجوب الوضوء،

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست