responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 113

و من هنا يمكن أن نقول: أنّ قاعدة لا حرج تمتاز على‌ مقولة لا ضرر بأنّها لا يصدق فيها هذا الكلام.

الأقوال الأربعة و قاعدة نفي الحرج‌

هنا قد يتساءل: هل تجري هذه الأقوال الأربعة في قاعدة نفي الحرج جميعها، أولًا؟. في الجواب على‌ ذلك نقول: إنّ القولين اللذين يعتبران أنّ «لا» في «لا ضرر» ناهية، و يفسّران القاعدة على‌ هذا الأساس لا يمكن تسريتهما في قاعدة لا حرج، لأنّ قاعدة «لا حرج» تتضمّن «ما» و لا توجد فيها «لا» كي يتردّد في شأنها: هل هي «لا» ناهية أم نافية؟ أضف إلى‌ ذلك أنّ ظهور العبارة يفيد الاخبار و الحكاية. و لا يمكن أن نتصور أنّ مفاد قوله تعالى: وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ‌ هو جملة إنشائية.

إذن، هذان الرأيان لا يردان في هذه القاعدة، و أمّا بالنسبة للتعبيرات الاخرى‌ من قبيل‌ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ بمعنى‌ أنّ اللَّه عزّ و جلّ أراد أن ينفي إرادة الإعسار بكم، فلا معنى‌ للنهي. صحيح أن هناك «لا» قد وردت، لكنّها نافية و ليست ناهية. و الآية الاخرى‌ التي لا بدّ من التوقّف عندها هي قوله تعالى على‌ لسان الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله): وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا. هذه الآية جاءت بصيغة الدعاء و الطلب. و بناءً على‌ القواعد اللغوية و الأدبية فإنّ «لا» هنا ناهية، و لذا جزمت الفعل المضارع. و لكن هذا لا يعيّن أنّ السياق في هذه الآية يفيد النهي الوارد على‌ لسان الرسول بصيغة الدعاء. أي أنّ القاعدة ليس مفادها «لا تحمل». بل مفادها هو الاستجابة، كما أشرنا إلى‌ ذلك فيما سبق. حيث قلنا: إنّ‌

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست