responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 11

المسألة الأولى‌: مدرك القاعدة و مستندها:

لقد تمسّك العلماء بالأدلّة الأربعة لإثبات هذه القاعدة، و لكي نرى مدى صحّة هذا الادّعاء و مدى سقمه ينبغي لنا مناقشة الأدلّة واحداً بعد واحد، فلنبدأ من كتاب اللَّه تبارك و تعالى. لقد طرحت هناك‌

عدّة آيات من القرآن الكريم‌

كسند لقاعدة لا حرج:

الآية الأولى‌: الواردة في سورة الحج [ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ‌]

حيث يقول اللَّه عزّ و جلّ: وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى‌ وَ نِعْمَ النَّصِيرُ [1]. قد يتصوّر الإنسان لأوّل وهلة من قراءة الآية الكريمة «وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» إنّ الخطاب لجميع المكلّفين و لجميع المسلمين، و هذا ما قد يستدلّ عليه من خلال مفردات الآية الشّريفة. لذلك ذهب المفسّرون من أهل السّنة مثل صاحب «المنار» إلى‌ هذا المعنى‌، و أنّ المراد من قوله: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً [2] هم العرب، بالخصوص، و استدلّ بذيل الآية حيث يقول: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‌ [3] حيث إنّ العرب كانوا على بُعدٍ من التذكية و التعليم و تلاوة الكتاب، فبملاحظة هذه النكتة ذكر إبراهيم و إسماعيل في ذيل دعائهما: «إنّ اللَّه هو العزيز الحكيم» أي قادر على أن يجعل العرب البعيد من التعليم و التربية تحت تعليم الرسول و تزكيته إيّاهم بالقدرة التوأم‌


[1]. الحج: 78.

[2]. البقرة: 128.

[3]. البقرة: 129.

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست