responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 104

اللغويين و التدقيق في تعبيراتهم يؤكّد لنا أنّه لا يوجد هناك فرق بين العسر و الضيق، و العسر لا يكون أعمّ من الضيق.

معنى‌ العسر في العرف العامّ‌

إذا قلتم أنّ الملاك في ذلك هو العرف العامّ، ففي حال مخالفة العرف العامّ للّغة، ينبغي أن نحمل ألفاظ الكتاب و السنّة على‌ العرف العامّ، بدليل أن النّاس هم المخاطبون، و أن الحديث إنّما يدور مع الناس. بناءً على‌ ذلك، إذا حصل هناك اختلاف بين اللغة و بين العرف، أي بين الفهم اللغوي و الفهم العرفي، فالملاك هو العرف. و العرف العامّ في خصوص هذا المورد يرى‌ أن العسر أعمّ من الضيق. و في معرض الرّد على‌ هذا الاستدلال نشير إلى‌ نقطتين هامتين: النقطة الأولى‌: إن التعبير باليسر و العسر في الآية الشّريفة جاء في سياق الحديث عن الصوم. حين ابتدأت الآية بالكلام عن الصوم و هو قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ‌، و ورد في تتمة الآية: وَ مَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى‌ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [1] و قلنا سابقاً في تفسير هذه الآية، أنّ قوله‌ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ إنّما هو لبيان الحكم الإثباتي، أي الجانب الإثباتي في الآية، و أمّا قوله‌ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ فهو بيان لجانب النفي الذي يتضمّنه الحكم الشرعي. بعبارة أوضح: إنّه إشارة إلى‌ المريض و المسافر، و أنّ اللَّه سبحانه و تعالى أراد أن يعلّل عدم إيجابه للصوم في شهر رمضان على‌ المريض و المسافر بأن قال:

وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ، و أمّا قوله: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ فهل المقصود منه أن‌


[1]. البقرة: 185.

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست