و إن جهل تقدم الفعل قدم القول، لقوة دلالته، لاستغنائه عن الفعل دون العكس، و للعلم بتناول القول لنا دون الفعل، لجواز تأخره [2] فيكون متناولا لنا و تقدمه فلا يتناولنا.
البحث الخامس: الأقرب أنّه (عليه السلام) قبل النبوة لم يكن متعبدا بشرع أحد، و إلّا لاشتهر، و لافتخر به أربابها.
و نمنع عموم دعوة من سبقه (عليه السلام) له [3] أو وصول شرعه إليه بالتواتر. و ركوب الدابة حسن عقلا، و كذا أكل اللحم المذكّى، إذ لا ضرر فيه. و طوافه بالبيت لا يدل على وجوبه.
و أمّا بعد النبوة فالحق أنّه كذلك. و أخطأ من زعم أنّه متعبد بشرع إبراهيم أو موسى أو عيسى (عليهم السلام) [4]، لأنّه اوحي إليه كما اوحي إليهم، فشرعه أصل، و لم يجب رجوعه إليهم في الحوادث، بل كان ينتظر الوحي، و غضب على عمر حيث
[4]- اختار ذلك الشيرازي في: التبصرة: 285، و ابن الحاجب في: المنتهى: 205، و نسبه ابن قدامة في روضة الناظر: 142، إلى التميمي و الحنفية، و قال الآمدي في: الإحكام: 2/ 278:
«نقل عن أصحاب أبي حنيفة، و عن أحمد في إحدى الروايتين عنه، و عن بعض أصحاب الشافعي».
اسم الکتاب : تهذيب الوصول إلى علم الأصول المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 178